عشيّة الذكرى السنويّة السادسة للهجمات الإرهابيّة التي استهدفت برجي مبنى التجارة العالمي في نيويورك، كشف تنظيم «القاعدة»، في إعلان على شبكة الإنترنت أمس، عن أنّه سيبثّ «قريباً» شريطاً لزعيمه أسامة بن لادن، يقدّم فيه وصيّة وليد الشهري، أحد منفّذي هجمات 11 أيلول 2001.ونشر الموقع إعلاناً لمؤسّسة «السّحاب»، وهي الذراع الإعلامية لـ «القاعدة»، هو كناية عن صور لبن لادن والشهري، السعودي الجنسيّة، وجاء فيه «قريباً بإذن الله، وصايا شهداء غزوَتي نيويورك وواشنطن». وأضاف «وصية الشهيد كما نحسبه أبي مصعب وليد الشهري... تقديم الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله». وفي تحليل للإعلان، أوضح مركز «إنتل سنتر»، المتخصّص في الدراسات حول إعلام الحركات الإسلاميّة المتشدّدة، أنّ وصيّة الشهري ستكون السادسة المنشورة عن منفّذي أحداث 11 أيلول، ويُتوقّع ظهورها إلى الإعلام في فترة بين 24 و72 ساعة.
ونشر صور الرجلين يوحي بأنّ الشريط سيكون مصوّراً، فيما بقي متعذّراً تحديد ما إذا كان قد سُجّل أخيراً أم هو قديم. إلّا أنّ صورة بن لادن الجامدة في الإعلان، تبدو متطابقة مع الصورة التي ظهر فيها في الشريط الجديد الذي بُثّ قبل 4 أيّام، وسخر فيه بن لادن من «ضعف» الولايات المتّحدة وهدّدها بتصعيد الهجمات في العراق.
وكانت مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، فرانسيس تاوسيند، قد صرحت في وقت سابق أمس أنّ بن لادن ظهر في الشريط الذي بُثّ الجمعة الماضي كرجل «عاجز» لا يمثّل تهديداً على الولايات المتحدة.
وفي حديث لشبكة «فوكس» التلفزيونية الإخبارية، قالت تاوسيند إنّ «المؤشرات من محتويات الشريط تدلّ على أنّه تمّ إعداده أخيراً وبالتأكيد خلال الأشهر الأخيرة». وأضافت «ليس هناك أيّ أمر واضح في الشريط يشير إلى أنّه مقدّمة لهجوم»، مشيرةً إلى أنّ «هذا أفضل ما يمكن أن يفعله بن لادن. فهو رجل هارب من كهف وعاجز تماماً عن فعل أي شيء سوى إصدار هذه الأشرطة».
إلّا أنّ الديموقراطيين شدّدوا على أنّ الشريط يؤكّد صحّة حجتهم بأنّ العراق كان عاملاً في شغل الولايات المتحدة عن «الحرب على الإرهاب». وقال السيناتور جون كيري إنّ «مواصلة هذا الرجل إصدار أشرطته إهانة لكلّ شخص في العالم»، مؤكّداً أنّه «فشل حقيقي لأنّ العراق ليس له أيّ علاقة بأسامة بن لادن منذ البداية».
كما انتقد بعض الجمهوريّين التقليل من أهميّة بن لادن واتهموا إدارة الرئيس جورج بوش بالفشل في مطاردته في الأعوام التي تلت غزو أفغانستان في أواخر عام 2001. ولفت جون ماكين، المرشّح لرئاسة البيت الأبيض، إلى أنّ بن لادن لا يزال يمثّل «خطراً شديداً»، موضحاً أنّه «لا يزال يشكّل رمزاً للقيادة والكراهية المتشدّدة والتطرّف الإسلامي بالنسبة إليهم»، أي الاسلاميين.
وفي السياق، أفاد المتحدث باسم رئيس الوزراء الأفغاني السابق قلب الدين حكمتيار، محمد هارون زرقون، أنّ بن لادن وقائد حركة «طالبان» الملّا عمر «لا يزالان على قيد الحياة وهما في صحة جيدة»، موضحاً أنّهما يختبئان في مكان ما في إقليم وزيرستان على طول الحدود بين أفغانستان وباكستان.
ويشير خبراء إلى أنّ «القاعدة» وحلفاءها أعادوا تشكيل قواعدهم في المناطق الجبلية الواقعة على الحدود الأفغانيّة حيث تسيطر قبائل «الباشتون» التي تنتمي إليها حركة «طالبان» الأفغانية.
ورأى الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب، روهان غوناراتنا، مؤلف كتاب «داخل القاعدة»، أنّ «المناطق القبلية تؤوي مقرّ قيادة الحركة الإرهابية التي تقودها القاعدة». ويرى أنّه «مكان مهم للتدريب والتخطيط والإعداد لهجمات ضد المصالح الغربية» في العالم بأسره.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)