غزة ــ رائد لافي
عاش قطاع غزة أمس على وقع «الإنجاز» الذي حققته المقاومة الفلسطينية بإصابة نحو 70 جندياً إسرائيلياً، وسط تدابير احترازية من الردّ الإسرائيلي.
وأعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، وألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية لـ«لجان المقاومة الشعبية»، مسؤوليتهما المشتركة عن عملية القصف، التي أطلقت عليها اسم «فجر الانتصار»، والتي باركتها حركة «حماس» التي رأت أنها «جزء من النضال المشروع ضد الاحتلال».
وقالت الذراعان العسكريتان، في مؤتمر صحافي مشترك عقدتاه في مدينة غزة، إن «العملية تمت بقصف الموقع العسكري بصاروخين من طراز ناصر وقدس، ما أسفر عن قتل جندي إسرائيلي وإصابة أكثر من 70 آخرين».
وقال أبو حمزة، أحد قادة «سرايا القدس»، في المؤتمر الصحافي، إن «السرايا وألوية الناصر صلاح الدين تعلنان مسؤوليتهما عن قصف مدينة عسقلان المحتلة بصاروخين من طراز قدس وناصر»، محذّراً «العدو الصهيوني من الإقدام على ارتكاب أي حماقة ضد قطاع غزة لأنه سيجد رجالاً أشدّاء بانتظاره».
وشدّد المتحدث باسم ألوية الناصر، أبو مجاهد، على «أننا لن نبادر بتهدئة مع إسرائيل»، مشيراً إلى أن «المقاومة الفلسطينية تعمل على تطوير الصواريخ باستمرار». وأضاف إن «العملية جاءت رداً على مسلسل الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتمسكاً منا بخيار المقاومة لتحرير كامل التراب الفلسطيني».
وأعلن أبو مجاهد أن فصائل المقاومة ستشكّل غرفة عمليات مشتركة، لمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل على القطاع، عقب عملية القصف التي وصفها بأنها «ترفع رأس كل مناضل فلسطيني».
وأصدرت الذراعان العسكريتان بياناً مشتركاً حذّرتا فيه دولة الاحتلال من «مغبة القيام بعملية عسكرية في قطاع غزة، لأنها لن تكون لقمة سائغة أو نزهة بل ستكون ناراً وبركاناً ينفجر في وجه الجنود الإسرائيليين».
وعُقد المؤتمر الصحافي في أحد شوارع غزة، بينما كان عدد من الفلسطينيين يوزّعون الحلوى على المارة ابتهاجاً بالعملية.
وباركت «حماس» عملية قصف قاعدة «زكيم». وقال المتحدث باسمها سامي أبو زهري «نحن في حماس نؤكد استمرار مشروع المقاومة، وحق جميع الأذرع العسكرية في الدفاع عن شعبنا الفلسطيني في مواجهة العدوان». وأضاف «هذه الصواريخ هي في مواجهة العدوان الصهيوني المستمر على الشعب الفلسطيني»، مجدّداً التأكيد على أن «المشكلة في الاحتلال والعدوان، وأن المقاومة تمثّل حال الدفاع عن النفس».
ورأى أبو زهري، في بيان صحافي أمس، أن «التهديدات الصهيونية لقطاع غزة ليست بحاجة إلى ذرائع، فهي تهديدات قائمة ويتم تنفيذها في الميدان والشعب الفلسطيني تعوّد القدرة على الصمود ومواجهة مثل هذا العدوان». وقال «إن ما يجري إعلانه من تهديد بشن حملة عسكرية واسعة على غزة هو تهديدات ذات مغزى سياسي لا أمني، لأن المقصود هو تعزيز الحصار على قطاع غزة، وإضعاف الحال الفلسطينية في القطاع بهدف إجهاض حركة حماس، وهي أهداف لا يمكن أن تفلح في تحقيق أغراضها».
وأعلن إسلام شهوان، المتحدّث باسم القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة برئاسة إسماعيل هنية، أن القوة انتهت من عملية إخلاء مواقعها في قطاع غزة تحسّباً لهجوم إسرائيلي محتمل. وقال إن «إخلاء مقارّ التنفيذية في القطاع جاء بعد التهديدات الإسرائيلية بالقيام بعمليات انتقامية» لقصف زيكيم.
في هذا الوقت، أصيب أربعة فلسطينيين من عائلة واحدة بحروح متفاوتة، إثر تعرض منزلهم الواقع في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، لقصف مدفعي إسرائيلي.
وقال مصدر طبي إن «اياد عبد الله ابو القمصان (21 عاماً) وشقيقتيه ناديا (5 سنوات) وروان (7 سنوات) جميعهم حالتهم متوسطة، فيما حالة الشقيقة الرابعة ندين (17عاما) حرجة».
وفي الضفة الغربية، ذكرت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان أن خمسة فلسطينيين، بينهم طفلان، أصيبوا، برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية عسكرية نفذها في مدينة جنين.
وكان شهود عيان قد قالوا في وقت سابق إن قوة إسرائيلية حاصرت منزلاً في مخيم جنين، وإن اشتباكات تدور في محيطه من دون توضيح هويّة قاطني المنزل.
وفي السياق، شن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات ومداهمات واسعة طالت 14 ناشطاً فلسطينياً في الضفة الغربية بدعوى أنهم مطلوبون.