رام الله ــ أحمد شاكر
دولــة غير مسلّــحة والقــدس عاصمتــان وتبــادل أراض و«حــلّ متّــفق علــيه» للّاجــئين


نشرت وسائل إعلام محلية وثيقة من ثماني نقاط تجرى بلورتها لإعلان اتفاق المبادئ بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية قبل مؤتمر الخريف المقرر عقده منتصف تشرين الثاني المقبل في واشنطن.
وتنص المبادرة على أن «على قيادة إسرائيل وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الدخول بصورة فورية في عملية تؤدي عند الانتهاء منها الى إقامة دولتين هما: اسرائيل وفلسطين وفق وثيقة مبادئ أساسية وتفاهمات كما هو مفصل على النحو الآتي:
1 ـــــ تنهي إسرائيل احتلال الضفة الغربية في مدة زمنية متفق عليها، ويكون الانسحاب وإخلاء المستوطنات بالتدريج وعلى مراحل، وكل منطقة يجري الانسحاب منها تسلّم إلى يد السلطة الفلسطينية، بحيث يسود فيها القانون والنظام وإقامة نظام في غزة يكون جزءاً من عملية السلام، ما سيسمح لإسرائيل بالنظر الى قطاع غزة والضفة الغربية كوحدة سياسية واحدة.
2 ـــــ تقام دولة فلسطينية غير مسلحة، تكون حدودها كما تحدّدها خرائط سنة 1967 ويجري الاتفاق على حدودها بدقة بناءً على الاحتياجات الأمنية والتطورات الديموغرافية والمستلزمات الإنسانية، ما سيفتح الباب أمام تبادل أراض بنسبة 1=1 مع الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية بيد إسرائيل، والحفاظ على تواصل جغرافي في فلسطين وآفاق الازدهار الاقتصادي.
3 ـــــ القدس تكون عاصمتين، واحدة لدولة إسرائيل، وواحدة لدولة فلسطين. الأحياء اليهودية تكون تحت سيادة إسرائيلية، والأحياء العربية تكون تحت السيادة الفلسطينية، ويكون بين السلطتين السياديتين تعاون يسمح بإدارة الحياة لكل السكان.
4 ـــــ ترتيبات خاصة تُعدّ للحفاظ على حرية الوصول إلى كل الأماكن المقدّسة للأديان المختلفة، وتقام سلطة إدارية خاصة لإدارة وصول الشعبين للأماكن المقدسة داخل البلدة القديمة في القدس.
5 ـــــ تعلن فلسطين وطناً قومياً للشعب الفلسطيني، وإسرائيل تعلن وطناً قومياً للشعب اليهودي.
6 ـــــ يجري إيجاد حل عادل ومتّفق عليه لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين مع الاعتراف بالمعاناة التي عاشوها. ويُتفهم الحق الفردي لهم في إطار الحل الشامل لمشكلتهم.
7 ـــــ يعلن الطرفان أهمية إنهاء النزاع والعمل من أجل تأييد الجمهور في كل طرف لهذا الاتفاق بأكبر قدر ممكن وكذلك يعمل الطرفان بكل قوتهما، وكلّ على حدة وبعضهما مع بعض ضد أي مظهر من مظاهر العنف والإرهاب الصادر من دولة أي منهما ضد الآخر.
8 ـــــ ينظر الطرفان الى هذا الاتفاق باعتباره متساوقاً مع مبادئ مبادرة السلام التي طرحتها الجامعة العربية، ويدعوان الجامعة العربية إلى القيام بخطوات إيجابية فعّالة لتطبيقها بالكامل.
كذلك يدعوان الدول والجهات المتمثّلة في الرباعية الدولية والمجتمع الدولي إلى التدخل وتقديم المساعدة بطرق مختلفة لدفع الاتفاق وتطبيقه المستند إلى هذه المبادئ.
وأشارت المصادر إلى أن الملف الذي يرتكز على المبادئ المذكورة سابقاً يجب أن يتم الوصول اليه قبل انعقاد المؤتمر الدولي في شهر تشرين الثاني ليعرض خلاله ويوثّق بقرارات دولية.
وفي حال انعقاد المؤتمر في سياق مفاوضات للتوصل إلى اتفاق مفصل، تبدأ إسرائيل بسحب قواتها وإخلاء المستوطنات في مناطق الضفة الغربية، على أن تتم مراحل استكمال الإخلاء في مقابل استكمال عملية المفاوضات.
وفي السياق، أفادت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مهتمّ بدراسة تفاصيل الاتفاق الذي توصّل إليه عام 1995 نائب وزير الخارجية الإسرائيلي في حينه يوسي بيلين، وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس حول تسوية الصراع الإسرائيلي ـــــ الفلسطيني.
يُذكر أن اتفاق بيلين ـــــ عباس يقضي بإبقاء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة على حالها، وأن يكون المستوطنون مواطنين إسرائيليين، وتقسيم القدس من الناحية الإدارية بين الجانبين وإرجاء تحديد السيادة فيها مع بقاء رئيس بلديتها إسرائيلياً، وحل قضية اللاجئين بعودتهم إلى الدولة الفلسطينية.
ومن المتوقع أن تزور وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس المنطقة منتصف الشهر الجاري. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، أمس، إن جولة رايس في المنطقة ستقتصر على إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وأبلغ الصحافيين أن رايس لن تزور دولاً عربية أثناء جولتها.