يفتقد أهالي غزّة البهجة التقليدية التي ترافق حلول شهر رمضان، الأمر الذي ينجلي بوضوح في متاجر القطاع وأسواقه التي بدت شبه خاوية من السلع والروّاد، ما يشير الى استمرار التدهور الاقتصادي داخل هذا «السجن» المحاصر. ولم يبق للأهالي سوى الكلام لتفــريغ شعــورهم بالضــيق.ويعمل سليمان أبو حسنين بقّالاً في سوق فراس الشعبية في وسط غزة منذ سنوات. لا يذكر «حلول رمضان بهذه القتامة كما اليوم». ويضيف، وهو يحدق إلى حانوته شبه الخاوي من السلع والمواد الغذائية، إن «الوضع يزداد سوءاً. انخفضت مبيعاتنا إلى أكثر من النصف».
وخلف إحدى البسطات في سوق الشيخ رضوان التجاري غربي غزة، جلس حمدان مشهور والحزن بادٍ على وجهه نتيجة ضعف الحركة الشرائية في السوق. وقال بنبرة يائسة «نعيش في سجن يمنع عنه الاستيراد والتصدير، فكيف لنا أن نبيع ونشتري؟ نعيش كارثة إنسانية حقيقية».
من جهته، يشكو أحد الرواد القلائل في سوق الزاوية الشعبية أبو خالد نعيم من غلاء الأسعار. ويقول «رغم انتظام رواتبنا، لم تتحسّن أزمتنا».
وبعد سيطرة حركة «حماس» على القطاع منتصف حزيران الماضي، قال تجار فلسطينيون إن معدلات الفقر والبطالة تفاقمت مع تشديد إسرائيل حصارها وإغلاقها كلّ المعابر المؤدية الى غزة. كما تشهد الأسواق تقلّص عدد الباعة الجوّالين الذين اعتادوا المزاحمة لبيع السلع الرمضانية بأسعار زهيدة.
ويقول المستشار الاقتصادي لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، علاء الدين الأعرج، إن الشلل الاقتصادي أدى إلى إضافة نحو 65 ألف عامل إلى جيش العاطلين عن العمل، ما ينذر «بعواقب خطيرة».
(د ب أ)