strong>«سنضرب بيد من حديد من تسوّل له نفسه استغلال العدوان»رفعت حركة «حماس» جهوزيتها في قطاع غزة أمس، وأعلنت حال الاستنفار القصوى تحسباً لعدوان إسرائيلي مرتقب، بعد عملية «فجر الانتصار» التي نفذتها المقاومة الفلسطينية أول من أمس، في وقت واصلت فيه الفصائل عمليات إطلاق الصواريخ، فيما بات قطع التيار الكهربائي عن القطاع ينتظر اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأحد المقبل، بعد انتهاء فترة الأعياد اليهودية، التي فرضت خلالها الدولة العبرية إغلاقاً تاماً على الأراضي الفلسطينية.
ودعت «حماس»، في بيان أمس، كل أجهزتها وعناصرها إلى أخذ الحيطة والحذر وإعلان «حال الاستنفار القصوى لرد العدوان والتصدي له بكل قوة». وقالت: «تردنا المعلومات الموثّقة من داخل فلسطين المحتلة بأن قوات الاحتلال الصهيوني تعد العدة لعملية عدوان واسعة على قطاع غزة خلال الأيام المقبلة براً وجواً وبحراً».
وأضاف البيان: «وفقاً لمصادرنا الخاصة، فإن العدو الصهيوني سينطلق في عدوانه من ثلاثة محاور، منها احتلال الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية في ممر صلاح الدين، والمنطلق الثاني هو مدينة غزة، وتحديداً حي الشجاعية، وصولاً إلى حي الزيتون والصبرة، والثالث من شمال قطاع غزة ويشمل بيت حانون وصولاً إلى جباليا». وأشار البيان إلى أن الإعداد لهذا الهجوم المفترض بدأ عقب اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (أول من أمس)، موضحاً أن القوات الإسرائيلية بدأت في تحريك قواتها من الشمال إلى الجنوب.
وذكرت «حماس»، في بيانها، أن القوات الإسرائيلية «قررت استخدام الطائرات لاستهداف القيادات السياسية والعسكرية والعديد من الأماكن بحجة ضرب البنية التحتية لقوى المقاومة الفلسطينية، وبذريعة أن هذه العملية العدوانية يمكن أن توقف إطلاق الصواريخ تجاه فلسطين المحتلة». وأضافت: «نقول لهذا العدو: إن هذا العدوان لن يمر بسهولة، ولن يكون نزهة، وسترى من رجال المقاومة ما لا يرضيك والهزيمة ستلحق بك، لا تغتروا بقوتكم».
وحذّرت الحركة من سمّتهم «الطابور الخامس» و«كل من تسوّل له نفسه استغلال العدوان الصهيوني للعبث في الساحة الداخلية والأمن الداخلي واستغلالها لتحقيق مآرب تخدم العدو». وقالت: «سنضرب بيد من حديد، ولن نتهاون مع أحد، لأن معركتنا مع العدو تحتاج إلى كل المخلصين من شعبنا، وتحتاج إلى أن نتكاتف ونتعاضد في مواجهة هذا العدوان الصهيوني».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس أن المجلس الوزاري السياسي ـــــ الأمني سيبحث يوم الأحد المقبل إمكان تغيير السياسة المتبعة للتعامل مع مسألة إطلاق الصواريخ الفلسطينية، إذ سيدرس إذا ما كان سيوقف تزويد سكان قطاع غزة بالكهرباء والوقود والمياه.
ميدانياً، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس اعتقال فلسطيني كان يخطط لتنفيذ عملية استشهادية في بئر السبع (جنوب فلسطين المحتلة) الأسبوع الماضي. وأضافت أن الفلسطيني المعتقل هو نجل ناشط في حركة «حماس» وينحدر من رفح في جنوب قطاع غزة، وقد نجح في التسلل إلى الأراضي المحتلة عام 1948 مرتدياً حزاماً ناسفاً عبر مصر.
وأصيب مقاوم فلسطيني من «ألوية الناصر صلاح الدين» في اشتباكات مع قوة إسرائيلية شمال قطاع غزة، فيما قصفت «كتائب الأقصى»، الذراع المسلح لحركة «فتح» بلدة وموقعاً إسرائيلياً بستة صواريخ محلية الصنع.
وفي سياق المناكفات الداخلية، أعلن جهاز المخابرات العامة الفلسطيني في الضفة الغربية أمس ضبط مخزن للسلاح تابع لحركة «حماس» داخل مسجد في مدينة نابلس. إلا أن «حماس» نفت، مشيرة إلى أن ذلك «حلقة جديدة في سلسلة أكاذيب الأجهزة الأمنية».
(الأخبار، أ ف ب، أ ب، يو بي آي، د ب أ)