يُنتَظر أن يعلن الرئيس الأميركي جورج بوش فجر يوم الجمعة المقبل تبنّيه للتوصيات التي رفعها تقرير قائد قوات الاحتلال في العراق الجنرال دايفيد بيترايوس والسفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر في شأن سحب نحو 30 ألف جندي أميركي من بلاد الرافدين بحلول الصيف المقبل.وفي هذا الوقت، وفي ظلّ احتمالات لقائها مع نظيريها الإيراني والسوري منوشهر متّكي ووليد المعلّم الشهر المقبل في إسطنبول خلال مؤتمر وزراء خارجية دول جوار العراق، أكّدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن بلادها ستركّز على حماية الأراضي العراقية من إيران بعد تحذيرات الرئيس محمود أحمدي نجاد من أنّ بلاده ستملأ الفراغ الذي سيتركه انسحاب الاحتلال من بلاد الرافدين.
أمّا الردّ الإيراني على تقرير كروكر ـــــ بيترايوس، فجاء بدوره مُتوقّعاً في رفضه للتوصيات التي تضمّنها، إذ رأى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أنه «كان مسرحية أُعدَّت بشكل جيد»، وأنه لن يساعد واشنطن في «الخروج من المستنقع العراقي».
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني قد وصف التقرير بأنه «لا يعكس المطالب والأولويات الحقيقية» للشعب الأميركي وممثّليه من النخب والمفكرين.
وقال حسيني إن هذا التقرير «لن ينقذ أميركا من المستنقع العراقي»، مشيراً إلى «التهم الواهية» التي وجّهها معدّا التقرير ضد إيران. وقال «إنّ طرح هذه الادعاء‌ات والتهم لا يقلّل حدّة الأخطاء التي ارتكبها المسؤ‌ولون الأميركيون ضد الدول المجاورة للعراق».
وفي مقابلة مع شبكة التلفزة الاميركية «أن بي سي» أمس، قالت رايس إنه «مع تسلّم بغداد مزيداً من المسؤوليات عند خفض عدد القوات الأميركية من بلاد الرافدين، فإنّ واشنطن ستتأكّد من أن العراق سيكون مستقراً في محيطه المضطرب».
وعلّقت رايس على كلام نجاد الذي قال قبل نحو أسبوعين إن بلاده مستعدّة لملء الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأميركي من العراق، بالقول: «هذه هي المشكلة مع إيران» التي وصفتها بأنها «أكبر الجيران المشاغبين للعراق»، مشددة على «أننا سنقاوم الإرهاب والعدوان الإيراني في العراق مع حلفائنا في الحرب على الإرهاب».
ولفتت رايس إلى أن حكومة نوري المالكي لم تمرّر قوانين عديدة كما كان مطلوباً منها، «لكنها أنجزت الكثير من المهام في السياسة والأمن»، مكرّرة كلام بوش عن أنّ أمن بلادها مرتبط بأمن الشرق الأوسط وخصوصاً العراق.
وأكّد البيت الأبيض أمس أنّ بوش سيلقي خطاباً مقتضباً سيستغرق 20 دقيقة في شأن العراق في الساعة الرابعة من فجر الخميس ـــــ الجمعة (بتوقيت بيروت)، يُتوقَّع أن يتبنّى فيه توصيات كروكر وبيترايوس لخفض عدد القوات الأميركية بحدود نحو 30 ألف جندي في الأشهر العشرة المقبلة.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «الصباح» الحكومية العراقية في عددها أمس أن المالكي سيجتمع مع مشرّعين أميركيين، بينهم ديموقراطيون، على هامش مؤتمر المانحين التابع للأمم المتحدة الذي سيُعقد في 21 أيلول الجاري والمقرّر أن يحضره في نيويورك.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)