صباح أيوب
«لا تشكّل الدول الضعيفة خطراً على نفسها فقط، بل يمكنها أن تؤثر على تطوّر دول بعيدة عنها بأميال وأمنها». من هذا المنطلق، عملت مجلة «فورين بوليسي» ومركز الأبحاث «فاند فور بيس» الأميركي، على إنجاز «كشفٍ» سنوي على ما يسمى «الدول الساقطة»، وإصدار فهرس يتضمن، بترتيب من الأسوأ إلى الأقلّ سوءاً، أسماء أبرز الدول التي لا تتمتع بالمواصفات المطلوبة لتكوين دولة ذات حكومة ترعى أمن البلد.
وشمل التقرير الثالث من نوعه، الذي يسمى «فهرس الدول الساقطة لعام 2007»، 177 دولة، صُنِّفَت بحسب 12 معياراً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً (كالضغط الديموغرافي وانتهاك حقوق الإنسان والخدمات الاجتماعية المقدمة من الدولة) إضافة إلى جمع دقيق للمعلومات عن وضع كل دولة في الفترة الممتدة بين شهر أيار لغاية كانون الثاني 2006. وسُجّل السنة دخول 31 دولة جديدة إلى الفهرس.
وتميّز الإطار العام للأحداث في عام 2006، بحسب التقرير، بمحطّات عديدة «بدأت مع ردّات الفعل العنيفة التي اجتاحت دول آسيا وأفريقيا إثر نشر صحيفة دانماركية صوراً كاريكاتورية تناولت النبي محمداً، ثم تعرّض جنوب لبنان لهجوم جوّي دام شهراً، إضافة إلى انضمام إحدى أخطر الدول إلى النادي النووي، وهي كوريا الشمالية». تجدر الإشارة إلى أن الفهرس لا يتضمن فلسطين وإسرائيل.
وللسنة الثانية على التوالي، احتلّ السودان المرتبة الأولى في اللائحة، وبذلك يكون الدولة «الأكثر تهديداً بالسقوط الكلّي» وذلك بسبب مشكلة إقليم دارفور ووجود ميليشيا الـ«جنجويد» المسلّحة من الدولة. ويأتي العراق في المرتبة الثانية، فيما حل الصومال ثالثاً. أما أفغانستان فحلت في المرتبة الثامنة، ولبنان في المرتبة 28 «بسبب هشاشة نظامه السياسي والأمني المخروق من بعض الزعامات السياسية والطائفية». أمَّا مصر فجاءت في المرتبة 36 وسوريا في المرتبة 40 وإيران (57).
وتضمّن الفهرس الخاص بسنة 2007 التقسيمات التالية:
ـــــ الدول الساقطة من حيث الحريات الدينية: وهي الدول التي لا تحترم حرية الاعتقاد والتي تعيش فيها أقلّيات مضطهدة لأنها مختلفة دينياً عن النظام الحاكم أو الأكثري (مثل بنغلادش، وبورما وإيران وزيمبابوي وأوزباكستان).
ـــــ الدول الأسوأ من حيث النظام والتمثيل السياسي، وهي الدول التي لا يزال يحكمها الرئيس نفسه منذ أكثر من 15 سنة (مثل مصر وأوزباكستان وتشاد والسودان وزيمبابوي).
ـــــ الدول المهددة من الطبيعة: وهي الدول التي لا تملك أنظمة صحّية تحميها من مخاطر العوامل الطبيعية القاسية (فيضانات وتصحّر وانهيارات) (مثل بنغلادش ومصر وإندونيسيا).
ـــــ الدول المصدّرة للمشاكل: مثل انتقال تداعيات أزمة السودان إلى تشاد وأفريقيا الوسطى أو تمدد الفوضى من الصومال إلى إثيوبيا واريتريا.
ـــــ الدول التي فقدت السيطرة على جزء من أراضيها: مثل أبخازيا وأوسيتيا».