يشارك 30 جندياً إسرائيليّاً من وحدة إنقاذ عسكري أرسلت إلى لبنان خلال عدوان تمّوز الماضي، في برنامج تجريبي في هولندا لمواجهة التوتّرات الناجمة عن المشاركة في القتال، أطلقته وتشرف على تنسيقه منظّمة تعرف باسم «العودة إلى الحياة» والمركز الإسرائيلي لعلاج الرضوض النفسية.وأمضى المشاركون، وغالبيتهم في العقد الثالث من العمر، أسبوعاً أبحروا فيه من جزيرة إلى جزيرة في بحر وادين في شمال هولندا. في إطار البرنامج، حضروا جلستي علاج نفسي جماعي يومياً.
وفي حديث مع وكالة الأنباء الألمانيّة، قال نوت (22 عاماً): «كانت المرّة الأولى التي نعود فيها للنظر في تجربتنا الحربية، فبعد الحرب عدنا إلى حياتنا ونحّينا الحرب جانباً». وأضاف: «أسرنا وأصدقاؤنا وزملاؤنا لم يجرّبوا الحرب معنا، لذا فإننا لم نتحدّث أبداً عنها معهم بعد أن وضعت أوزارها»، موضحاً أنّه على السفينة «لم نجد غضاضة أخيراً في الحديث عنها».
لكن لم لا يناقش شبّان الجيش الإسرائيلي تجربتهم في الحرب مع أقاربهم الأكبر سناً وجميعهم عرفوا الحرب لأنّهم خدموا جميعاً في الجيش؟ يجيب بويز (28 عاماً): «إنك لا تفعل ذلك لأنّهم لم يمرّوا بالخبرات نفسها التي مررت بها». إلّا أنّ المسؤول عن إطلاق البرنامج، إيلان ليور، يرى أنّ الجنود الشبّان لا يفعلون ذلك «لأنّهم لا يريدون إثارة مواجعهم، وخصوصاً
الأبوين».
وبحسب ليور، فإنّ وجود برنامج يحثّ الجنود على مواجهة خبراتهم في الحرب أمر مهمّ لأن الجيش الإسرائيلي لا يريد فتح موضوع المشكلات النفسية؛ فالثقافة الذكورية الإسرائيلية والخوف من الظهور في ثوب «المهزوم» يسكنهم، كما أنّ الجنود يخافون أن يقوم الجيش بخفض درجة أدائهم العسكري، التي تحدّد إمكان استمرارهم في الحياة العسكرية، إذا ما طلبوا مساعدة
نفسية.
ويوضح مدير المركز الإسرائيلي لعلاج الرضوض النفسية، المسؤول عن البحث الأكاديمي، دانييل بروم، أنّ «الجيش الإسرائيلي لم يفعل سوى القليل قبل الحروب وأثناءها وبعدها لمساعدة الجنود على التعامل مع ضغوط القتال»، مشيراً إلى أنّ «عدم توافر مساعدات الصحّة النفسية والعقلية على النحو الصحيح في الجيش الإسرائيلي يدفع الجنود الشبّان للبحث عن طرق بديلة للتعامل مع أشكال المعاناة التي يواجهونها».
(د ب أ)