نبّه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، في القاهرة أمس، إلى أهمية «توخّي الحذر» في موضوع مؤتمر السّلام الدولي، الذي دعا الرئيس الأميركي جورج بوش إلى عقده في تشرين الثاني المقبل في واشنطن، كي يكون فاعلاً، وخصوصاً بعد فشل مؤتمرات السلام السابقة في كلّ من أوسلو ومدريد وطابا، فيما لفت نظيره المصري أحمد أبو الغيط إلى أنّ أيّ جهد أميركي في التحضير له لم يظهر حتّى الآن، محذّراً من «عواقب» فشله.وأكّد كوشنير، بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، أنّ «شيئاً ما يحدث» بين الفلسطينيين والإسرائيليين تمهيداً للمؤتمر، مشيراً إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عبّاس قاما بعمل نحو الهدف النهائي لقيام دولة فلسطينية، إلّا أنّ ذلك «ليس كافياً».
وبعد محادثاته مع كوشنير، قال أبو الغيط إنّ الولايات المتحدة لم تعلن بعد تصوّرها لعقد المؤتمر، و«لم نلحظ بعد جهداً كبيراً يهدف إلى تمهيد الطريق أمام اجتماع ناجح». وأضاف: «ربّما تقوم الإدارة الأميركية ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ببدء تلك الجهود في الأسابيع القليلة المقبلة، إلّا أنّه في الوقت الراهن لم نشهد ذلك النوع من النشاط الرئيسي»، مشيراً إلى أنّ القاهرة تأمل أن تأتي الولايات المتحدة ببعض الأفكار بعد جولة رايس في الشرق الأوسط الشهر الجاري، ثم تجري مشاورات على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وبدا أبو الغيط أكثر تحفّظا من نظيره الفرنسي، عندما رأى أنّ «الإسرائيليين والفلسطينيين يتناقشون من دون اختراق بعد»، محذّراً من أنّه «إذا عقد هذا الاجتماع (مؤتمر السلام) ولم يحقق أهدافه (إحياء عملية السلام وإطلاق المفاوضات لإقامة دولة فلسطينية) فإنّ العواقب ستكون صعبة».
وفي مؤتمر صحافي عقده مع الأمين العام لجامعة الدول العربيّة عمرو موسى، قال كوشنير: «سنؤدي دوراً فاعلاً لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة»، مشيراً إلى أنّه يجب الانتباه إلى معاناة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربيّة وإعطاءه الأمل.
أمّا موسى فقد أكّد من جهته، أنّه لا توجد حتى الآن أيّ ترتيبات أُبلغ بها الجانب العربي بشأن المؤتمر، موضحاً أنّ الجانب الفرنسي أيضاً ليس لديه أيّ معلومات، ما يطرح «علامات استفهام وتعجّب بشأن هدف المؤتمر وأجندته».
وأشار موسى إلى أنّ الحديث الدائر في إسرائيل عن خفض سقف التوقّعات «غير مقبول»، وأنّه «لا يوجد أحد من العرب سيشارك في مؤتمر جدول أعماله غير واضح»، مشدّداً على أنّ العرب جادّون في إرساء السلام، وأنّ المبادرة العربية، التي أقرّتها قمّة بيروت، تؤكّد ذلك. وتساءل: «هل يمكن تصوّر حضور العرب مؤتمراً وابتسامات يجري تبادلها وتغيير يحصل عن طريق بناء المستوطنات فى الأراضي المحتلّة؟».
ونفى موسى أن يكون هناك اتفاق مبادىء اطّلع عليه عباس خلال لقائه أولمرت، مؤكداً أنّ الرئيس الفلسطيني أبلغه أنّ هذا الموضوع «عارٍ من الصحة، وأنّ هذا المشروع لا علم له به، وأنّه جاء من جهة مجهولة وقرأه فى وسائل الإعلام، ولا يوجد أيّ عمل مكتوب حتى الآن».
(د ب أ، أ ف ب، رويترز)