قال السفير البريطاني لدى واشنطن ديفيد مانينغ، أمس، إن رئيس وزراء بريطانيا السابق طوني بلير كان يرى أنّ حرب العراق عام 2003 غير ضرورية، وإنه كان يأمل بإزاحة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عن طريق الضغوط الدبلوماسية، فيما اعترف بأن الفتور يخيم على العلاقة بين رئيس الوزراء الحالي غوردون براون، والرئيس الأميركي جورج بوش.وقال مانينغ، الذي سيتنحى عن منصبه خلال أسابيع وكان يشغل منصب مستشار الشؤون الخارجية السابق لدى بلير، في مقابلة مع مجلة «نيوستيتمانت» الصادرة أمس، إن بلير «كان يؤيّد دائماً تغيير النظام في بغداد بغير الطرق العسكرية، كما كان يأمل ويعتقد بإمكان تحقيق ذلك عن طريق استخدام الأمم المتحدة للضغط على صدام، ولا أعتقد أنه رغب يوماً في استخدام الخيار العسكري».
وانتقد الدبلوماسي البريطاني طريقة إدارة وضع ما بعد الحرب في العراق واعتبرها إخفاقاً، مشيراً إلى أن بلاده أعربت، وبعد أسابيع من سقوط نظام صدام، عن قلقها العميق إزاء الطريقة التي أدارت بها الولايات المتحدة الاحتلال.
في المقابل، أفادت صحيفة «الإندبندنت» أمس إن براون يواجه ضغوطاً داخلية «كبيرة» بسبب سماحه بنشر قوات بلاده على الحدود العراقية مع إيران تحسّباً من أن يؤدّي ذلك إلى جرّ المملكة المتحدة إلى مواجهة مع طهران.
وقالت الصحيفة إن زعيم حزب الديموقراطيين الأحرار المعارض منزيس كامبيل «طالب حكومة براون بتقديم توضيح حول العملية الأخيرة المثيرة للجدل».
وحذّر كامبيل من «نتائج كارثية إذا تمّ جر بريطانيا إلى حرب بالوكالة مع إيران» قال إنها «لن تخدم لا المصالح الإقليمية ولا المصالح الدولية وتعرّض حياة الجنود البريطانيين إلى خطر جديد».
ومن المقرر أن يدلي براون ببيان أمام مجلس العموم (البرلمان) مطلع الشهر المقبل في شأن مستقبل القوات البريطانية في العراق.
إلى ذلك، رسم التقرير السنوي لـ«المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» في لندن صورة قاتمة للأمن العالمي في المستقبل، وحذّر من إمكان امتلاك إيران قنبلة نووية في نهاية عام 2009 وتآكل سطوة الولايات المتحدة على الساحة الدولية بسبب إخفاقاتها في العراق.
ونسبت صحيفة «الغارديان» في عددها أمس إلى التقرير قوله إن «إيران يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً في نهاية عام 2009 أو 2010 مع أن ذلك يبقى بمثابة أسوأ توقّع ممكن، كما أن الولايات المتحدة فقدت سطوتها نتيجة فشلها في فرض الأمن والنظام في العراق».
وأضاف التقرير أن «المأزق الاستراتيجي الذي وجدت الولايات المتحدة نفسها فيه عام 2007 بسبب الإخفاق في العراق، ليس له أي مخرج واضح، كما أن الصعوبات التي تواجهها في بلاد الرافدين وفقدان سطوتها في الشرق الأوسط يقدّم الأرضية المطلوبة من قبل إيران للدفع إلى الأمام بطموحاتها النووية والإقليمية».
وحذّر التقرير أيضاً من انتشار أفكار التطرف في العالم الإسلامي وبوقع سريع، مشيراً إلى «أن عدداً من الجماعات الجهادية في الشرق الأوسط، وخصوصاً في العراق ودول المغرب العربي، تحالفت مع تنظيم القاعدة، والأهم من ذلك أن هذه الجماعات بدأت تعكس طموحاتها خارج اهتماماتها الضيقة لدعم أهدافها العالمية».
(يو بي آي، أ ف ب)