strong>لا شك في أن المستنقع العراقي قد وجَّه صفعة قوية للاحتلال الأميركي ومشروعه في المنطقة. لكن ما حصدته سياسة البيت الأبيض في لبنان وفلسطين لا يقل أهمية عن ذلك، ولعل هذا ما يدفع بالقادة الإيرانيين إلى بث تصريحات شبه يومية يتوقعون فيها مستقبلاً مزرياً للإدارة الأميركية
نعى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، أمس مشروع الهيمنة الأميركية على المنطقة، معلناً فشل واشنطن في لبنان وفلسطين والعراق، ومتوقعاً محاكمة الرئيس جورج بوش أمام «محكمة دولية عادلة».
وقال خامنئي، في خطبة الجمعة في طهران، إن الولايات المتحدة سعت خلال العقود الثلاثة الماضية إلى تحقيق خطة الهيمنة الكاملة في الشرق الأوسط، الذي تريد أن تكون «إسرائيل عاصمته»، مضيفاً أن «الضغوط على إيران قد فشلت والمشروع الأميركي فشل في لبنان وفلسطين والعراق».
وقال خامنئي: «لدي إيمان راسخ بأن (الرئيس الأميركي جورج) بوش والمسؤولين في إدارته سيحاكمون في محكمة دولية عادلة للكوارث والفظائع التي ارتكبت في العراق»، مشيراً إلى أن «اليوم الذي يتوقفون فيه عند حدهم، سيأتي، كما حصل لـ(الزعيم النازي أدولف) هتلر وصدام حسين وبعض الزعماء الأوروبيين الآخرين».
في هذا الوقت، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن مناقشة مجموعة ثالثة من العقوبات على إيران لرفضها تجميد برنامجها النووي لن تكون ضرورية إذا تعاونت مع الأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم الوزارة، مارتن يايغر، في مؤتمر صحافي، إن «ألمانيا مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة ضد إيران إذا دعت الضرورة».
غير أنه أضاف أن الجهود الدبلوماسية الألمانية بخصوص القضية الإيرانية لا تقتصر على المحادثات مع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، في إشارة إلى الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، إضافة إلى ألمانيا من أجل تكثيف الضغوط على طهران لوقف البرنامج النووي، وإبداء المزيد من التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ورفض يايغر تقريراً إعلامياً أميركياً عن أن الحكومة الألمانية لمّحت لحلفائها إلى أنها ترفض العقوبات التي تطالب واشنطن بفرضها على إيران، مشيراً إلى أن هذا التقرير «سخيف من أعلاه إلى أسفله». وقال دبلوماسيون أوروبيون في برلين، لوكالة «رويترز»، إن ألمانيا تريد حالياً إرجاء أي حملة لفرض عقوبات جديدة لإتاحة الفرصة أمام اتفاق الشفافية الخاص ببرنامج طهران النووي الذي أُبرم في 21 آب بين إيران ووكالة الطاقة، بينما قال دبلوماسي أوروبي آخر في فيينا لـ«رويترز»: «شئت أو أبيت.. سيكون من الصعب للغاية التوصل إلى توافق بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن من أجل العودة إلى المجلس ما دامت هناك فرصة بين طهران والوكالة)».
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، إن تعزيز العقوبات الدولية بشأن الملف النووي الإيراني سيكون محور الزيارتين اللتين يجريهما الأسبوع المقبل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى موسكو وواشنطن.
ويصل كوشنير مساء الاثنين المقبل إلى روسيا في زيارة تستمر يومين. وبعد عودة قصيرة إلى باريس، سينتقل الأربعاء إلى واشنطن في زيارة تستمر حتى نهاية الأسبوع. ومن المقرر إثر ذلك أن يشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وبين النقاط التي سيبحثها كوشنير مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مسألة اعتماد مجلس الأمن الدولي لقرار جديد يُعزز نظام العقوبات على إيران في إطار الأمم المتحدة.
في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني قوله «إن على فرنسا أن تقبل بتقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي وتتخذ مواقف مستقلة بعيداً عن إملاءات الإدارة الأميركية».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية أنه أُفرج عن البلجيكي ستيفان بوف، الذي خطفه لصوص قبل شهر في جنوب شرق إيران، مشيرة إلى أنه سيسلم إلى السلطات البلجيكية. وأوضحت الوزارة، في بيان، أن بوف خطف في 12 آب على أيدي مهربي مخدرات اقتادوه إلى باكستان المجاورة.
(يو بي آي، مهر، رويترز، أ ف ب، د ب أ)