غزة ــ رائد لافي
سعى رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أول من أمس إلى توسيط كل من البحرين والكويت لإنهاء الأزمة الداخلية الفلسطينية، بعدما كان قد سعى إلى الأمر نفسه خلال اتصال هاتفي مع الملك السعودي عبد الله يوم الجمعة الماضية. وفيما نفت «حماس» وجود خلافات داخل الحركة، أورد موقع إسرائيلي تقريراً مفاده أن إيران قررت التخلّص من هنية «لاستعداده التخلّي عن غزة».
وشدّد هنية، خلال اتصالين هاتفيّين منفصلين أول من أمس مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير الكويت صباح الأحمد الصباح، على «وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة النظام السياسي الفلسطيني»، مشيراً إلى حرصه على «إنهاء حال الانقسام في الساحة الفلسطينية وضرورة استئناف الحوار وترسيخ الوحدة الوطنية لتوحيد الصف الفلسطيني مجدّداً». وطالب دولتي البحرين والكويت بالتدخل لإنهاء الانقسام الفلسطيني الراهن.
من جهته، انتقد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل، في مقابلة مع صحيفة «الأهرام»، الرئيس الفلسطيني محمود عباس لرفضه الوساطات العربية لإنهاء الخلاف بين الجانبين. وقال إن مصر والسعودية «بذلتا جهوداً كبيرة للتقريب وإزالة العقبات أمام وحدة الصف الفلسطيني، لكن الرئيس محمود عباس يرفض». وأضاف «إن مسؤولي حركة فتح يستقوون بالخارج ضد المصالح العليا للفلسطينيين».
في هذا الوقت، ذكر موقع إخباري إسرائيلي معروف باسم «قضايا مركزية» أن إيران قررت التخلص من هنيّة لأنه «يؤيّد التنازل عن الحكم في قطاع غزة وصولاً إلى إعادة الوحدة الوطنية وحكومتها السابقة». وأشار إلى أن قادة الحرس الثوري الإيراني يدرسون بجديّة كيفية تمكين «التيار المتطرف في حركة حماس» من إقصاء هنيّة عن منصبه ولو تطلّب الأمر القضاء عليه جسدياً. وقال إن من يقف على رأس معارضي هنية هو محمود الزهار.
وكان المتحدّث باسم الحكومة المقالة، طاهر النونو، قد نفى مجدّداً وجود خلاف بين هنيّة والزهار. وقال «هذه شائعات سوداء أذاعتها بعض المواقع والفضائيات، وتحديداً فضائية فتح».
كما نفى المتحدّث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، الأنباء التي ترددت عن رفض بعض الدول العربية استقبال خالد مشعل. وقال «تلك الأخبار عارية من الصحة، وإن مشعل لم يطلب زيارة تلك الدول وليس معنياً بزيارتها الآن لكونها أصبحت تمثّل وجهة نظر الولايات المتحدة، ومنحازة لرأي سلطة عباس وتعمل على تطبيع العالم العربي والإسلامي بثقافة السلام المجزّأة».
ميدانياً، هز انفجار غير قوي أمس مقر القيادة العامة للقوة التنفيذية التابعة لحركة «حماس» في غزة ما أدّى إلى إصابة أربعة أشخاص على الأقل.
ويأتي هذا الانفجار بعد ساعات من إعلان متحدث باسم القوة التنفيذية اعتقال عدد من الأشخاص إثر اكتشاف عبوة متفجرة قرب مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة ليل السبت الأحد.