في محاولة واضحة لترميم العلاقات التي تعرّضت للاهتزاز في الأشهر الأخيرة بين البلدين، شدّدت طهران أمس على العلاقات «المتينة» التي تربطها بالرياض، مشيرةً إلى أن السعودية من أهم دول العالم الإسلامي والمنطقة. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بحث خلال اتصال هاتفي أجراه مع الملك السعودي عبد الله لتهنئته بحلول شهر رمضان، سبل وضرورة تدعيم الوحدة الإسلامية.
وشدد نجاد على أن طهران تقف إلى جانب الشعب السعودي وهي «على استعداد لتقديم خبراتها إلى المملكة العربية السعودية في مجال التكنولوجيا النووية وبإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
ودعا نجاد عبد الله الى توخِّي الحذر من «أعداء الإسلام.. الذين يعملون على بث الفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية، وخصوصاً بين حكومتي إيران والمملكة العربية السعودية»، مشيراً الى «اعتداءات يتعرض لها الحجّاج الإيرانيون في المملكة». لكنه أضاف «أنا متأكد من أن هذه الأعمال ارتُكبت بعيداً عن أنظار كبار المسؤولين السعوديين، ولو أن الملك عبد الله علم بها لكان قد عاقب بشدة الفاعلين»، موضحاً أن عبد الله طمأنه كلياً إلى أن «كل ما تقوم به المملكة وخصوصاً ملكها لا يهدف سوى الى تعزيز الوحدة بين المسلمين».
من جانبه، رأى الملك عبد الله، الذي قدّم بدوره تهانيه إلى إيران حكومةً وشعباً، أن «أي إجراء‌ات تتّخذ بهدف إلحاق الأذى بالمسلمين، وخاصة بحجاج بيت الله الحرام أمر محرّم»، مشيراً إلى محاولات «الأعداء للتغلغل بين الشعوب»، ومؤكداً ضرورة بذل الجهود لمنع الأعداء من فتح أبواب الفتن.
وذكرت «إرنا» أن الملك عبد الله عبَّر عن شكره لمبادرة نجاد إلى الاتصال به هاتفياً، واصفاً إياه بـ«الصديق الكبير للعالم الإسلامي والمسلمين».
وفي السياق، نقلت «إرنا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني قوله، رداً على سؤال يتعلق بالعلاقات بين طهران والرياض، إن البلدين «تربطهما أواصر متينة»، مشدداً على أن السعودية من «أهم الدول في العالم الإسلامي والمنطقة».
من جهة أخرى، أعلن حسيني أن الرئيس الإيراني سيشارك في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، التي تبدأ أعمالها في 18 أيلول الجاري. ونفى حسيني تقارير تحدثت عن احتمال تنحِّي منوشهر متكي عن منصبه كوزير للخارجية، مشيراً إلى أن «المسؤولين في وزارة الخارجية على كل المستويات يواصلون مهماتهم بصورة جيدة وبجدية»، لافتاً إلى أن متكي سيتوجّه نهاية الأسبوع المقبل إلى نيويورك.
في هذا الوقت، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إن الدبلوماسية لا تزال «الخيار المفضّل» بالنسبة إلى الولايات المتحدة في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، مؤكداً في الوقت نفسه أن «كل الخيارات مطروحة».
وفي الملف النووي، نسبت وكالة «إرنا» إلى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) علاء ‌الدين بروجردي قوله إن «هناك بوادر أمل بعدم إصدار مجلس الأمن قراراً ثالثاً ضد إيران» خلال جلسته المقررة في 21 أيلول الجاري. ومن المتوقَّع أن يكون الخلاف المستمر في شأن برنامج إيران النووي، موضوعاً أساسياً في الاجتماع السنوي الـ51 لوكالة الطاقة، الذي يبدأ أعماله اليوم في فيينا.
(أ ف ب، مهر، إرنا، رويترز، أب، يو بي آي، د ب أ)