غزة ــ رائد لافي
تنامى خلال الساعات القليلة الماضية الحديث عن «التهدئة المتبادلة» بين إسرائيل، التي لم يستبعد نائب وزير دفاعها ماتان فيلناي خطوة كهذه، و«حماس» التي جددت تأكيد استعدادها لخوض غمار هذه التجرب بحسب برنامج حكومة الوحدة المقالة.
وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن حوار مباشر جرى الأسبوع الماضي بين حركة «حماس» والدولة العبرية، أفضى بالسماح للجانب الفلسطيني في قطاع غزة بتصدير الخُضر عبر معبر كرم أبو سالم، في مقابل تحييد المعابر عن عمليات المقاومة الفلسطينية.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن «شخصية فلسطينية مقربة من حكومة إسماعيل هنية تجري اتصالات مع مكتب التنسيق والارتباط الإسرائيلي في معبر بيت حانون (إيرز)، بشأن المشاكل اليومية للتصدير والاستيراد من غزة».
وفي رد غير مباشر، لم يستبعد فيلناي، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس، التوصل إلى اتفاق هدنة مع حركة «حماس» «شرط أن تظهر مسبقاً قدرتها على وقف إطلاق الصواريخ تجاه البلدات والأهداف الإسرائيلية». وقال: «يجب دراسة أي اقتراح لوقف إطلاق النار، لكن ذلك غير ممكن ما دامت حماس لا توقف إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل وهي لا تفعل ذلك»، مقترحاً «اعتماد فترة اختبار من أسبوع أو 15 يوماً، يجب أن تتوقف خلالها عمليات الإطلاق للحكم على جدية اقتراح التهدئة من جانب حماس».
إلا أن المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو نفى، لـ«الأخبار»، «وجود أي اتصالات سواء مباشرة أو غير مباشرة مع الحكومة الاسرائيلية»، مشيراً إلى أن «الحكومة (المقالة) أكدت التزامها ببرنامج حكومة الوحدة بما فيه التهدئة المتبادلة والمتزامنة من باب الحفاظ على مصلحة الشعب الفلسطيني».
وفي السياق، أقرّ المتحدث باسم حركة «حماس» فوزي برهوم، لـ«الأخبار»، بسماح حكومة هنية لـ«الطواقم الفنية» بالتواصل مع الجانب الإسرائيلي بما يندرج في إطار إدارة الشأن الفلسطيني اليومي في قطاع غزة، وتسيير الحياة اليومية، نافياً في الوقت نفسه بشدة «إجراء حماس مفاوضات ذات صبغة سياسية مع الاحتلال».
وفي إطار المناكفات الداخلية، أعلن رئيس المجلس التشريعي بالإنابة أحمد بحر أن الحكومة الفلسطينية في رام الله برئاسة سلام فياض أقدمت على قطع رواتب 21 نائباً لـ«حماس» في قطاع غزة، كما أوقفت رواتب عدد كبير من موظفي المجلس.
إلا أن وزير الإعلام في حكومة تسيير الأعمال رياض المالكي لم يشر إلى «قطع» رواتب نواب «حماس» في قطاع غزة. واكتفى بالإشارة إلى «التأخير» في دفعها «رداً على التحريض الذي يمارسه هؤلاء النواب على الحكومة، والذي يصل في بعض الأحيان إلى التحريض على القتل».
إلى ذلك، نفى القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» نافذ عزام أمس وجود أي إشارات حالياً تبشر بتوحد حركته وحركة «حماس»، لكنه شدّد على استمرار التواصل بين قيادة الحركتين لتعزيز العلاقة بينهما.
ميدانياً، واصلت «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، إجراء «مناورات وتدريبات عسكرية» شرق مخيم البريج، وسط القطاع، استعداداً للتصدي لأي اجتياح إسرائيلي مرتقب.
وفي الضفة الغربية، أعلنت مصادر طبية استشهاد الفتى محمد علي مصباح جبارين (16 عاماً) أمس برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رام الله، والذي شن حملة دهم واعتقالات أمس طالت 13 ناشطاً فلسطينياً بدعوى أنهم مطلوبون.