طولكرم ــ الأخبار
باتت الحواجز الإسرائيلية المنتشرة بكثافة عند مداخل مدن الضفة الغربية، العقوبة اليومية لعشرات الفلسطينيين، الذين يتعرضون للترهيب والضرب، ما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، من دون أن تسهم الاعتراضات في حلحلة الأمور.
إحدى ضحايا هذه الحواجز كان محمد أحمد يونس، الذي لم تشفع صرخات الاستغاثة التي أطلقها، في كسب رأفة الجنود الإسرائيليين عند حاجز جبارة جنوب مدينة طولكرم شمال الضفة، حيث فارق الحياة أول من أمس لتأخّره عن العلاج بسبب الإجراءات الإسرائيلية المشددة، بينما كان أولاده الستة ينتظرون عودته.
وقال مجدي يونس، ابن عم المتوفى، لـ«الأخبار»، إن الجنود الإسرائيليين منعوا سيارة الإسعاف التي كانت تقل يونس المريض بالسرطان من المرور عبر الحاجز، متعمدين تأخيره حتى مات. وتابع: «طالبني الجنود بالاصطفاف في طابور السيارات الطويل الذي ينتظر إشارة الرحمة. عرضت عليهم التقارير الطبية الخاصة به، التي تسمح له بدخول القدس المحتلة، إلا أنهم جددوا الرفض ومنعوه من العبور وكأنه انتقام منا لأننا فلسطينيون».
ودعا يونس إلى رفع «حواجز الموت» في الضفة ورؤية «معاناة المواطنين الذين يمرون بها يومياً، ولا يجدون من يفكر في إعانتهم على تخطيها أو إزالتها عن الوجود».
ويبدو أن الجنود الإسرائيليين لا يكترثون لاعتراضات نشطاء السلام الإسرائيليين المنتمين إلى جماعة «لا للحواجز»، ويصرّون على حجز الشبان الفلسطينيين لساعات في جو حار، لتكتمل العقوبة بحرمانهم من الماء.
ويروي مواطنون بعض مشاهدات التنكيل على الحواجز الإسرائيلية، ولا سيما حاجز جبارة. ويقول أحدهم لـ«الأخبار»، إنه «شاهد جندياً يضرب فتى من دون مبرر، ما جعل شقيقه الأكبر يضرب الجندي على وجهه، واجتمع عليهما جنود الحاجز حتى أوسعوهما ضرباً قبل أن يقتادا كليهما إلى الزنزانة القذرة التي تفوح منها رائحة القذارات والأوساخ والبول واحتجازهما لساعات إلى حين حضور دورية عسكرية نقلتهم لمعسكر احتلالي للاحتجاز».
وأوضحت إحدى المواطنات، لـ«الأخبار»، أن عدداً كبيراً من النساء يتعرضن للتحرش من الجنود الإسرائيليين عند الحواجز في الضفة. وأشارت إلى «محاولة أحد الجنود رفع حجاب إحدى الطالبات، وما أن رفضت حتى انهال عليها ضرباً، ونُقلت إلى المستشفى». وقالت إن «الجنود على الحواجز ليس لديهم رحمة ولا شفقة وإنهم موجودون لتعذيب وإهانة وإذلال السكان الفلسطينيين».