نـــجاد يطلب وبـــوش يــرفض مناظـــرة «لتســـوية المـــسائل الكـــبرى»
جدَّد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس، دعوته الرئيس الأميركي جورج بوش إلى مناظرة علنية «ليست من خلف الأبواب... للحديث عن المسائل العالمية الكبرى بهدف تسويتها».
وقال نجاد، الذي سيتوجه إلى نيويورك في نهاية أيلول الجاري للمشاركة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، «سبق أن طرحت هذا الاقتراح العام الماضي، وسآتي إلى نيويورك. فلنجلس معاً ونجرِ نقاشاً، لكن ليس خلف أبواب مغلقة. كنت قد اقترحت أن نناقش في الجمعية العمومية للأمم المتحدة المسائل الدولية لتسويتهاوأضاف نجاد، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني بُثت أول من أمس، أن «هدفنا هو تسوية المشاكل العالمية. فليعلن موقفه وأعلن موقفي. وهناك، يجتمع مندوبو 200 بلد، وفي إمكانهم أن يحكموا»، مشدداً في الوقت نفسه على أن «هذا لا يعني أننا نريد التفاوض مع الولايات المتحدة. يريدون أن يقولوا إن إيران تتعرض للضغوط وتحتاج إلى الولايات المتحدة. كلا. الأمر ليس هكذا. نحن لا نحتاج إلى أحد».
وفي وقت لاحق أمس، رفض البيت الأبيض الطلب الإيراني. وقالت المتحدثة باسمه، دانا بيرينو، «لا أعتقد أن ذلك سيحصل»، مؤكدة أن وزارة الخارجية الأميركية «أصدرت تأشيرة لنجاد من أجل حضوره إلى الأمم المتحدة».
وكان وزير الطاقة الأميركي صمويل بودمان، قد اعلن أن الولايات المتحدة تريد المضي قدماً في دعم الطرق الدبلوماسية لحل أزمة الملف النووي الإيراني. وقال، في تصريح صحافي على هامش اجتماع الجمعية العامة للدول الـ144 الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، «إن موقف حكومة الولايات المتحدة هو التصميم على المضي في الطرق الدبلوماسية لحل هذا الملف».
وفي فيينا أيضاً، استبعد المدير العام لوكالة الطاقة، محمد البرادعي، إمكان اللجوء إلى القوة ضد إيران في شأن برنامجها النووي، مشيراً إلى أن «الخيارات الأخرى» لم تستنفد.
وقال، متوجهاً إلى الصحافيين، «علينا دوماً أن نبقي في أذهاننا أنه لا يمكن التفكير في اللجوء إلى القوة (إلا بعد) استنفاد كل الخيارات الأخرى، ولا أعتقد أننا وصلنا إلى هذه المرحلة».
وأكد البرادعي، في كلمة ألقاها في افتتاح الاجتماع السنوي للوكالة، أنه ليس هناك أي «خطر واضح ومحدق» تمثله إيران، مضيفاً أن القضايا المعلّقة «تتعلق جوهرياً» بنقص الثقة على المستوى الدولي. وأشار إلى أنه إذا تعاونت إيران بشكل كامل، وتمكنت الوكالة من إعطاء تأكيدات صادقة بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، «سيقطع هذا الكثير من الخطوات» على طريق بناء الثقة، وإيجاد حل سلمي طويل الأمد.
ودافع البرادعي عن الاتفاق الذي أُبرم بين إيران والوكالة، والذي تعهدت إيران بمقتضاه الإجابة عن الأسئلة العالقة بخصوص برنامجها النووي.
في المقابل، انتقدت وزيرة الخارجية النمساوية أورسولا بلاسنيك بشدة تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، التي توقع فيها «الأسوأ» في التعامل مع الملف النووي الإيراني. وقالت، خلال اجتماع الجمعية العامة لوكالة الطاقة، إن «الزميل كوشنير هو الوحيد القادر على توضيح ما قصده. لا يسعني أن أفهم لجوءه إلى خطاب عسكري في هذه المرحلة»، مضيفة: «إنني واثقة من إمكان إيجاد حل بالتفاوض».
وفي باريس، قال وزير الخارجية الهولندي مكسيم فيرهاغن، إثر لقاء نظيره الفرنسي، «نحن نفضل تشديد العقوبات (على إيران) من خلال مجلس الأمن.. غير أنه إذا لم يتوصل مجلس الأمن إلى اتفاق، فإننا على استعداد، ونريد تطبيق عقوبات أوروبية بالتزامن مع العقوبات الأميركية».
أماّ المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريش فيلهلم، فقد أوضح خلال مؤتمر صحافي في برلين، أن «الحكومة الفرنسية، كانت على حق بقولها إن جميع العناصر مجتمعة لقيام وضع صعب جداً بالنسبة إلى الأسرة الدولية، لذلك علينا بذل كل ما في وسعنا لعدم الوصول إلى وضع تمتلك فيه إيران السلاح النووي».
ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، مارتن ياغر، أنه «من الخطأ التحدث عن تهديدات بشن حرب، بل على العكس، نرى ذلك دليلاً على أن أصدقاءنا الفرنسيين ينظرون إلى الوضع بجدية ويجهدون معنا للتصدي لمثل هذه التطورات».
إلى ذلك، أكد قائد القوة الجوية في الجيش الإيراني، العميد طيار أحمد ميقاني، أن هذه القوة تتمتع بأفضل مستويات الاستعداد لمواجهة تهديدات العدو «طيلة السنوات الـ30 الماضية»، حسبما نقلت عنه وكالة «مهر».
وقال ميقاني، في مؤتمر صحافي، إن «استراتيجيتنا العسكرية قائمة على أساس الدفاع عن مكاسب النظام والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لذلك نحن مستعدون لمواجهة أي تهديدات غير متكافئة من قبل العدو».
(أ ف ب، رويترز، مهر،
يو بي آي، د ب أ، أ ب)