برلين ــ غسان أبو حمد
لا يزال موضوع الرقابة على شبكة الاتصالات الهاتفية والالكترونية (الإنترنت)، نقطة خلاف جوهرية بين الأحزاب الألمانية المؤيّدة لمشروع الرقابة الذي تقدّم به وزير الداخلية ولفغانغ شويبله، من جهة، وبين الأحزاب المعارضة التي تعتبر أنّ فرض رقابة سريّة على المواطنين بمثابة مسّ جوهري بالحريات العامة التي يكفلها الدستور الألماني من جهة ثانية. ورغم المعارضة الشرسة، أعلنت السلطات الحكومية أنها ستبدأ بتدريب الشرطة والاستخبارات على أساليب الرقابة على شبكة الإنترنت في مطلع الأسبوع المقبل.
وكانت شرارة الخلاف الحزبي اندلعت مجدداً قبل يومين، بعد الكشف عن الخلية الإرهابية المتطرّفة في جنوب البلاد، والذي ساهمت فيه الاتصالات عبر البريد الإلكتروني المتبادلة بين عناصر الخليّة ومواقع إلكترونية في النمسا وباكستان وعدد من الدول الإسلامية.
وإضافة الى ذلك، أعلنت وزيرة العدل بريجيت زيبريس (عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي) أنها تدرس اتّخاذ مجموعة من الإجراءات ستبدأ الوزارة بتطبيقها قبل نهاية العام الجاري، ضد المواطنين الألمان الذين تثبتت مشاركتهم في مخيّمات تدريب عسكرية خارج ألمانيا، متعهّدة بعدم التعرّض للمخيمات التي تُعنى بالتثقيف الديني فقط، والتي لا تُعد مخالفة للقوانين الألمانية.
أما وزير داخلية مقاطعة بافاريا غونتر بكشتاين المنتمي إلى «التجمع المسيحي الديموقراطي»، فهو يطالب بدوره منذ فترة، بفرض عقوبة صارمة بحقّ المشاركين في مخيمات تدريب تلقّنهم دروس الأصولية والتطرّف.
ورفضت كتلة أحزاب المعارضة من ناحيتها، مشروع فرض رقابة على طريقة وأسلوب حياة المواطنين، وطالبت رئيسة حزب «البيئة ـــــ الخضر» كلاوديا روث بأن تكون خطط مكافحة الإرهاب مطابقة للدستور. وقالت «إن أي أسلوب يعتمد على مكافحة الإرهاب بطريقة لا يكفلها الدستور، يمنح الإرهابيين مبرراً لأعمالهم الإجرامية».
على صعيد آخر، بدت وزارة الداخلية غير مبالية بالخلافات الحزبية، وباشرت تدريب مجموعة من ضبّاط الشرطة على طريقة وأسلوب الرقابة والتسلّل إلى شبكات الإنترنت وعلى كيفية فكّ الرموز والشيفرة التي يعتمدها البعض للتهرّب من الرقابة.
وفي السياق، نقلت الصحافة الألمانية جانباً من الخطط التي ستُعتمَد للكشف الالكتروني على نشاط المشتبه فيهم، وإمكان فضحهم عن طريق نمط وأسلوب استخدامهم للطابعة في برامج «الدردشة» (chating) داخل الغرف المخصّصة لذلك، عن طريق اللجوء إلى بعض البرامج «سوفت ــــــ وير» التي يمكنها القيام بالمقارنة السريعة وفكّ الشيفرة المستخدمة داخل غرف الدردشة والتعرّف على الموقع الجغرافي الذي يستخدمه المشتبه فيه.