القاهرة ــ الأخبار
في إطار السعي إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، أجرى وفد إيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية، عباس عراقجي، محادثات في القاهرة أمس مع عدد من مساعدي وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، على أن يستمرّ الحوار لإعادة العلاقات كاملة بين البلدين خلال لقاء مرتقب بين أبو الغيط ونظيره الإيراني منوشهر متّكي.
إلّا أنّ مصادر غير رسميّة تحدّثت لـ «الأخبار» أوضحت أنّ القاهرة رفضت «طلباً إيرانياً عاجلاً» بإعادة فوريّة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وهو ما يتوافق مع ما أشارت إليه مصادر مصريّة تحدّثت لـ «الأخبار» في وقت سابق، وفحواه أنّ العلاقات بين البلدين لن تشهد نقلة نوعية فورية، ونفت أن تكون لهذه الزيارة أي تأثيرات إيجابية على مستقبل العلاقات الدبلوماسية، مشيرة إلى أنه ليس بإمكان مصر أن توافق على استئناف هذه العلاقات ما دامت السلطات الإيرانية تتجاهل مطالب مصر الرئيسية، وفي مقدّمتها إزالة جدارية ضخمة في أحد شوارع طهران تحمل صورة واسم قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981، خالد الإسلامبولي.
كما أوضحت المصادر أنّ الطرفين يركّزان حالياً على تنشيط حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما بمعزل عن السياسة، مشيرة إلى أن هناك اتفاقاً مشتركاً على التركيز على النقاط الإيجابية في مسيرة العلاقات الثنائية.
وبعد المحادثات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، إنّ عراقجي اتفق خلال مباحثاته مع مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الآسيوية، حسين ضرّار، ومساعدة الوزير، نائلة جبر، على «مواصلة الحوار بين الجانبين وخصوصاً في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية على مستوى كبار المسؤولين ثم وزيري الخارجية». وأضاف إنّ المباحثات «تأتي في إطار ما سبق الاتفاق عليه بين الجانبين من الاستمرار في الحوار والتشاور بهدف دعم العلاقات الثنائية بين الجانبين».
وفيما يتعامل مسؤولو دبلوماسيّتي البلدين في المحافل الدولية، رغم عدم اعتياد المسؤولين الرفيعي المستوى تبادل الزيارات، لفت دبلوماسي، تحدّث لوكالة «يونايتد برس إنترناشيونال»، إلى أنّ طهران ستسعى إلى الحصول على دعم مصري، التي لها مقعد في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لبرنامجها النووي.
وكان أبو الغيط قد اتّهم إيران الشهر الماضي بالسعي إلى الإمساك بأوراق المشكلات العربية «حتى تستطيع أن تستخدمها في مواجهتها مع العالم الغربي دفاعاً عن ملفها النووي». ورأى أنّ «عناصر التأثير الإيراني في المشكلات العربية تؤدي إلى عواقب سلبية على الأرض العربية»، داعياً من لا يرى ذلك إلى أن يعيد النظر في تقديره ويراجع أمره. وتُدار العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطهران من خلال شعبة لرعاية المصالح في العاصمتين، حيث تحتفظ إيران ببعثة دبلوماسية محدودة تتكون من 7 موظفين. وسمحت السلطات الرسمية أخيراً لجمعيّتين متماثلتين للصداقة المصرية ـــــ الإيرانية بالعمل في البلدين في إطار الجهود الشعبية والثقافية لتطبيع العلاقات.