strong>3 قتلى أميركيّين وعودة التفجيرات إلى بغداد... والودّ إلى علاقة علّاوي مع الطالباني
لم تدم الحماسة التي أظهرتها السلطات العراقية إزاء المجزرة التي ارتكبتها شركة «بلاك ووتر» في غرب بغداد سوى ساعات، إذ كشف المتحدّث باسم حكومة نوري المالكي عن أنّ قرار منع الشركة من الاستمرار في العمل إجراء مؤقّت، في وقت رأت فيه شركة المرتزقة أنّ إطلاق النيران الذي أدّى إلى مقتل نحو 20 عراقياًَ جاء «دفاعاً عن النفس».
وبعدما أبدت أسفها لسقوط الضحايا، قدّمت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس «اعتذاراً شخصياً» إلى المالكي، فيما أكّد قاضٍ عراقي أنّ المجرمين سيحاكمون وفقاً للقانون العراقي.
في هذا الوقت، أعلنت الحكومة العراقية، في بيان صدر بعد اجتماع طارئ، أنها ستعيد النظر في وضعية جميع شركات الأمن الأجنبية والمحلية العاملة في البلاد. وذكر المتحدث باسمها علي الدباغ أن الحكومة أيّدت قرار وزارة الداخلية جواد بولاني «وقف ترخيص» «بلاك ووتر» التي توفّر الأمن للسفارة الأميركية ودبلوماسييها وإجراء تحقيق فوري في الحادث. غير أنّ الدباغ عاد خلال مقابلة أجرتها معه شبكة «سي أن أن» الأميركية، ليكشف أنّ حكومته «لا تنوي سحب الرخصة نهائياً من الشركة، لكننا نريد منها احترام القوانين العراقية»، معترفاً بالحاجة إلى وجود هذه الشركات الأمنية الخاصة في بلاده.
وبينما نقلت السفارة الأميركية لدى بغداد اعتذار واشنطن عن الجريمة التي ارتُكبت، رفضت المتحدّثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أمس إدانة «الحادثة المؤسفة» قبل أن تنتهي التحقيقات التي تعهّدت أن تكون «شفّافة وجدية بالتعاون مع السلطات العراقية».
في هذا الوقت، حثّ السيد مقتدى الصدر الحكومة على إلغاء عمل جميع الشركات التي وصفها بأنها «إجرامية وشركات مخابرات». وحمّل بيان صادر عن الهيئة السياسية لمكتب الصدر الاحتلال مسؤولية الجريمة. وقال إن «الاعتداء ما كان ليحدث لولا وجود المحتلّ الذي جلب مثل هذه الشركات، التي معظم أفرادها من المجرمين وخريجي السجون الأميركية والغربية».
ميدانياً، شهدت بغداد أمس تصعيداً أمنياً لم تعرف مثيلاً له منذ أسابيع، إذ استيقظت على انفجار أربع سيارات مفخّخة وعبوة ناسفة، بالإضافة إلى قذائف هاون سقطت على مدينة الصدر.
وسجّلت الحصيلة الأولية لعدد الضحايا أكثر من 60 قتيلاً وجريحاً في مناطق حي أور وباب المعظم والزعفرانية وزيونة. كما فجر مجهولون خطاً لأنابيب نقل النفط في منطقة بيجي شمال بغداد، ما أدّى إلى إلحاق أضرار مادية كبيرة وتسرب كميات كبيرة من النفط الخام منه واشتعالها، ما يهدّد باستمرار نقل هذه المادة إلى تركيا.
أما جيش الاحتلال الأميركي فأعلن من جهته مقتل ثلاثة من جنوده في عبوة ناسفة استهدفتهم في ديالى.
إلى ذلك، هدّد رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني أمس بنشر أسماء أعضاء المجلس الغائبين عن حضور الجلسات في جميع وسائل الإعلام بعدما فشل البرلمان في تحقيق نصاب قانوني لانعقاد جلسته التي أُرجئت إلى اليوم.
وعشية وصوله إلى موسكو، تطرّق وزير الخارجية هوشيار زيباري في العاصمة التشيكية براغ إلى إمكان حصول انسحاب أميركي من بلاده على مرحلتين، من دون إعطاء تفاصيل. وقال، إثر محادثات مع نظيره التشيكي كاريل شوارزينبيرغ: «نفكّر باتفاق على المدى الطويل بين العراق والولايات المتحدة على شكل من أشكال التعاون في المجال الأمني، الأمر الذي يطمئننا». وأضاف أن «إعلان انسحاب عدد من الجنود الأميركيين من العراق كان قراراً متوقّعاً ولم يشكّل مفاجأة كبرى لنا».
وبرزت أمس إشارات إلى عودة الودّ الذي كان قد تراجع في فترة سابقة، بين كل من الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال الطالباني، و«القائمة العراقية الموحّدة» برئاسة إياد علاوي، وذلك على مأدبة إفطار جمعت الطرفين العلمانيّين في مقر إقامة الرئيس العراقي في بغداد.
وفي السياق، رفض «الائتلاف العراقي الموحّد» فكرة إجراء انتخابات مبكرة، في وقت تباطأت فيه الخطوات نحو تشكيل تحالف معارض جديد، مع نفي المتحدّث باسم «جبهة التوافق العراقية» سليم عبد الله أن يكون التيار الصدري قد طلب من الجبهة تشكيل كتلة سياسية جديدة بعد انسحابه من الائتلاف الموحد قبل أيام.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
رويترز، يو بي آي، أ ف ب)