حيفا ــ فراس خطيب
رأى عدد من النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، في حديث لـ «الأخبار» أمس، أنَّ إعلان المجلس الوزاري المصغّر اعتبار غزة كياناً معادياً «ليس أمراً مفاجئاً بل خطوات اسرائيلية متوقّعة»، مشدّدين على ضرورة عودة اللحمة الوطنية الفلسطينية بين أبناء الشعب الواحد وفض الخلاف بين حركتي «فتح» و«حماس».
وقال النائب جمال زحالقة عن «التجمع الوطني الديموقراطي» إنَّ «اسرائيل، بعد انسحابها من غزة، حوَّلت القطاع إلى سجن كبير»، مضيفاً إنَّها تحاول في قرارها الأخير «تجويع السجناء فيه». ورأى أن قرار المجلس الوزاري بمثابة «محاولة لإعطاء غطاء قانوني لجرائم وعقوبات جماعية ستؤدّي إلى كارثة إنسانية في قطاع غزة تنوي إسرائيل القيام بها عن طريق قطع الكهرباء ومنع تزويد القطاع بالموادّ الأساسية»، مضيفاً إنه «مهما حاولت إسرائيل التلاعب بقراراتها، فإنَّ قطاع غزة يظل يُعرف حسب القانون الدولي بأنَّه منطقة محتلة واسرائيل تتحمل مسؤولية ما يجري فيه».
وأشار زحالقة إلى أن إسرائيل تعتقد بأنَّ تشديدها للعقوبات على قطاع غزة «لا يؤثّر على تحسين علاقاتها مع حكومة سلام فياض، لا بل يسودها اعتقاد بأنَّ التضييق على غزة لمصلحة هذه العلاقات». ورأى أن «أسلوب معاقبة المدنيين للتأثير على المستوى السياسي والعسكري هو أسلوب تتبعه الحكومة، وخصوصاً إيهود باراك. والشعب الفلسطيني يدفع ثمناً باهظاً، ما يؤكّد أهمية العودة الفورية إلى الحوار الوطني واعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد».
أمّا النائب محمد بركة، رئيس «الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة»، فقال من جهته «إن هذه الممارسات تدخل ضمن التصعيد العدواني ضد الشعب الفلسطيني، مستفيدةً من أخطاء على الساحة السياسية الفلسطينية». وتابع «المثير للسخرية أن تعلن حكومة إسرائيل أنها قررت اعتبار قطاع غزة كياناً معادياً، وهي تتعامل مع مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة بموجب هذا التعبير. وعلى هذا الأساس تحتل الأراضي وتنكّل بشعب بأسره منذ عشرات السنوات وتتنكّر لحقوقه المشروعة، واغتالت قياداته وحاصرت زعيمه التاريخي الرئيس الراحل ياسر عرفات».
بدوره، قال النائب ابراهيم صرصور، رئيس «القائمة العربية الموحدة»، إنه لم يستغرب قرار الإسرائيليين، على اعتبار أنه «ينسجم مع سياسات الحكومات في تعاملها مع القضية التي تهدف إلى حرمان الشعب الفلسطيني حقه في تحقيق أمانيه الوطنية، والتضييق عليه قدر المستطاع لتعميق الخلاف الفلسطيني ـــــ الفلسطيني». وأضاف إن القرار الإسرائيلي «يجب أن يدفع الفلسطينيين إلى العودة للحوار من أجل بلورة سياسة دفاع جدية”.