strong>تريــد مؤتمــراً دولياً «جــديّاً وجوهــريّاً» لكنّــها لـم توجّــه بعـد أي دعــوة لحضــوره
بدأت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، أمس، زيارتها إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية بالمزايدة على إسرائيل، التي صنفت قطاع غزة «كياناً معادياً»، عبر اعتبار حركة «حماس» «كياناً معادياً»، مشدّدة على ضرورة أن يبحث مؤتمر السلام المرتقب «قضايا جوهرية»، ومشيرة إلى أن واشنطن لن تضع عراقيل أمام أي مفاوضات سورية ـــــ إسرائيلية.
وقالت رايس، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني، «إن حماس هي بالفعل كيان معاد. إنها كيان معادٍ بالنسبة إلى الولايات المتحدة أيضاً». لكنها ميزت بين الحركة وقطاع غزة. وقالت إن واشنطن «لن تتخلى عن الفلسطينيين الأبرياء في غزة»، مشيرةً إلى أن «قطاع غزة سيمثّل مع الضفة الغربية الدولة الفلسطينية المستقبلية».
واعترفت رايس بأنه لم يتضح بعد من سيشارك في المؤتمر الدولي للسلام المقرر عقده في تشرين الثاني المقبل، مشيرة إلى «أننا لم نوجه الدعوة إلى أحد حتى الآن».
وعن الإعلان المشترك الذي يعمل الفلسطينيون والإسرائيليون للتوصّل إليه، قالت ليفني «أرجو أن نتمكن من الوصول إلى نقطة اتفاق. هذا ليس سهلاً. إنه أمر معقد».
وفي الطائرة التي أقلتها إلى الشرق الأوسط، عبّرت رايس عن رغبتها في عقد مؤتمر دولي «جدي وجوهري» من أجل «دفع قضية السلام الإسرائيلية الفلسطينية قدماً». وقالت «إن هذا الاجتماع ينبغي أن يدعم بصورة أساسية النشاطات والجهود التي يقوم بها الطرفان بهدف وضع أسس التفاوض لإقامة دولة فلسطينية في أسرع وقت».
وقالت رايس، إن «فكرة أن يدعو رئيس الولايات المتحدة إلى اجتماع دولي، لمجرد أن تلتقط لنا الصور الفوتوغرافية هي مستبعدة تماماً»، مشيرة إلى أنه «لا ينبغي لنا أن نكتفي بمجرد قول إننا نريد حل الدولتين، بل يجب أن نبدأ التحرك نحو هذا الحل».
وفي ما يخص المفاوضات السورية ـــــ الإسرائيلية، أعلنت رايس أن واشنطن «لن تضع عراقيل» أمام مفاوضات سلام قد تجري. وقالت «اذا كانت اسرائيل وسوريا تعتقدان أن في وسعهما التوصل الى اتفاق، فعليهما القيام بذلك». لكنها أضافت «لا أعتقد أننا لمسنا في المرحلة الراهنة سلوكا سورياً يوحي بأن هذا البلد يقوم بأي شيء سوى التصرف بطريقة تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط. لكنكم تعرفون أن الولايات المتحدة لن تقف في طريق الدول الراغبة في إحلال السلام».
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن إيهود أولمرت سيحاول خفض سقف توقعات وزيرة الخارجية الأميركية في ما يتعلق بالاتفاق الذي يسعى إلى التوصل إليه مع الفلسطينيين. وقالت صحيفة «هآرتس» إن أولمرت سيسعى إلى إقناع رايس بأنه ينبغي الاكتفاء بـ «إعلان نوايا» مع الفلسطينيين يتم عرضه في لقاء السلام الإقليمي.
وبحسب الصحيفة نفسها، سيشدد أولمرت أمام رايس على أن أهمية اللقاء لا تكمن بتحويله إلى مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، بل «دفع المجتمع الدولي والدول العربية الأخرى للمشاركة في العملية السياسية».
ونقلت «هآرتس» عن مسؤول سياسي رفيع المستوى قوله إن اللقاء مع رايس يهدف إلى تنسيق المواقف والتوقعات، مشيراً إلى أن أولمرت سيعرض عليها «إعلاناً مشتركاً» في اللقاء الإقليمي يتناول القضايا الأساسية القدس واللاجئين والحدود.
ومن المقرر أن تلتقي رايس اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض في رام الله لبحث التحضيرات لمؤتمر السلام.
وقال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أمس إن الفلسطينيين ليسوا بحاجة الى وثيقة مبادئ جديدة، بل بحاجة الى اتفاق نهائي ينتظر التنفيذ فقط. وأضاف، لوكالة «رويترز»، إن هذا الاتفاق النهائي «يجب أن يتضمن كل عناصر الحل وآلية التنفيذ وجدولاً زمنياً للتطبيق وهذا الاتفاق النهائي هو الذي يجب أن يعرض على استفتاء شعبي».
وفي القاهرة، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن بلاده لا تضع شروطاً للمشاركة في المؤتمر الدولي للسلام. وجدّد التأكيد على ضرورة «دعوة كل الأطراف العربية التي ترغب في المشاركة في مثل هذا الاجتماع، لكننا لا نربط مشاركة مصر من عدمها بشروط محددة». وأضاف إن مصر «تحدد رؤيتها تجاه هذا الاجتماع من خلال ما سترصده من تقدم بين الطرفين والإطار العام الذي تطرحه الولايات المتحدة لهذا الاجتماع».
(أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي آي)