القاهرة ــ الأخبار
شنّت المعارضة الصومالية في الخارج، أمس، هجوماً حاداً على الاتفاق الذي رعاه الملك السعودي عبد الله في مدينة جدة، والذي جرى خلاله التوقيع على ما تم التفاهم حوله في ختام أعمال المرحلة الأولى من مؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد في العاصمة الصومالية مقديشو.
وفي أول رد فعل رسمي للمعارضة الصومالية، قال رئيس المجلس التنفيذي للمحاكم الإسلامية، رئيس جبهة التحالف الجديدة الشيخ أحمد شريف، إن لدى المعارضة والمحاكم الإسلامية تحفظات على ما جرى في جدة. وأوضح، لـ«الأخبار»، أنه «لم تكن هناك أطراف مختلفة بعضها مع بعض، ما يبرر اللجوء إلى السعودية، كما أنه لا وجود لحكومة معترف بها محلياً ودولياً».
وشن شريف هجوماً حاداً على الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد ورئيسي البرلمان والحكومة شريف حسان وعلي محمد جيدي، ووصفهم بالعملاء لمصلحة الاحتلال الأثيوبي. وتساءل «إذا وقع بلد عربي تحت الاحتلال، فكيف يجب أن تكون مواقف بقية الأشقاء العرب؟ هل هو دعم هذا الاحتلال أم مساعدة المقاومة الوطنية والشريفة على التخلص منه وإعادة الحقوق والأراضي المغتصبة إلى أصحابها؟». وأضاف «يجب على العرب أن يكونوا على الحياد ولا يساندوا الاحتلال الأثيوبي لبلادنا». ورأى شريف أن التصرف السعودي «مريب ولا يرقى إلى المسؤولية. كما أن الشعب الصومالي قادر على إسقاط كل الخيارات المناوئة لمصالحه». ووصف مؤتمر المصالحة الذي عقد في الصومال بأنه مؤتمر «التفرقة»، مشيراً إلى عزم الجبهة إرسال وفود إلى بعض الدول العربية لإطلاعها على موقف المعارضة تجاه التطورات.
إلى ذلك، أعلن مسؤول صومالي رفيع المستوى أن السعودية تعهدت رسمياً بتقديم مساعدات مالية للحكومة الانتقالية بقيمة 35 مليون دولار، والمساهمة في عملية إعادة بناء بعض مؤسسات الدولة الصومالية التي تعرضت للتدمير والتخريب خلال سنوات الحرب الأهلية، وخصوصاً في مقديشو. وأشار إلى أن الرياض عرضت أيضاً تقديم كل المساعدات الممكنة لإنجاح الحوار الوطني بين مختلف الأفرقاء الصوماليين.