رام الله ــ أحمد شاكر
بيريز يرى «نافذة فرص»: الجميع يريد ضمانات لنجاح المؤتمر


لم يخرج لقاء كوندوليزا رايس والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، في رام الله، إلا بمزيد من الوعود لإنجاح المؤتمر الدولي، رغم إقرار وزيرة الخارجية الأميركية بوجود عقبات في الطريق إليه، عززها إصرار أبو مازن على التوصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إلى اتفاق إطار قبل انعقاده.
وقالت رايس، خلال مؤتمر صحافي مع عباس، إن «أبو مازن يعمل من أجل تسريع وتأسيس الدولة الفلسطينية»، مشيرة إلى «أنها بحثت معه وناقشت اللقاءات الثنائية مع أولمرت»، وأبدت سرورها لتشكيل فرق للعمل على وثيقة تتبلور بحلول المؤتمر الدولي».
وأشارت رايس إلى أنها «تعمل مع الرئيس جورج بوش بشكل أفضل وبأقصى ما لديهما للرؤية المشتركة وإقامة الدولة الفلسطينية»، مشدّدة على أن «المؤتمر الدولي يجب أن يكون جديّاً وجوهرياً». وأضافت «لا نحتاج إلى لقاء تلتقط فيه الصور، بل إلى لقاء يدفع بالدولة الفلسطينية قدماً، اطمئنوا سأعمل مع الرئيس وفريقه ورئيس الوزراء لإيجاد أسس النجاح للاجتماع المقبل بجوهر يدفع الدولة قدماً».
وتابعت رايس «نبغي دفع العملية إلى الأمام والتوصل إلى وثيقة تضع الأسس لمفاوضات جدية بهدف إنشاء دولة فلسطينية في أسرع وقت». وقالت «هم يتحدثون عنها (الوثيقة) ونحن سندعمها ونساعد الطرفين، وقد تحدثوا للمرة الأولى منذ ست سنوات عن قضايا جوهرية حاسمة»، موضحة أن «الوثيقة يجب أن تحرك العملية إلى الأمام وتوحّد أسساً لمفاوضات جدية وتأسيس دولة في أسرع وقت ممكن».
أما عباس فقد شدد من جهته على أن وضع مؤتمر الخريف غامض بالنسبة للدول العربية، مشيراً إلى أن «الجهود ستتضاعف خلال الأسابيع المقبلة تحضيراً واستعداداً للقاء القمة الدولي وتحضيراً جيداً لحضور جميع الأطراف ذات العلاقة في المنطقة».
وأوضح عباس أنه «بحث مع رايس التحضير للمؤتمر ومتطلبات نجاحه ليكون بداية جيدة للمفاوضات تقود لإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 طبقاً للشرعية الدولية وخطة خريطة الطريق ورؤية الرئيس بوش والمبادرة العربية والاتفاقات الموقّعة».
وأضاف عباس «آن الأوان لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف إلى جوار دولة إسرائيل وإنهاء حالة العذاب والمعاناة للشعب الفلسطيني التي يعيشها منذ ستة عقود». وشدد عباس على أنه أكد لرايس، خلال اللقاء، على «السعي الجاد للوصول لاتفاق إطار في ما يتعلق بالقضايا النهائية من الحدود والدولة والقدس واللاجئين والمياه ضمن رؤية محددة»، مشيراً إلى أنه وأولمرت اجتمعا من أجلها مرات للوصول إلى اتفاق على جدول زمني لحل القضايا النهائية.
وأطلع أبو مازن وزير الخارجية الأميركية على تشكيل الفرق الفلسطينية، مبدياً الاستعداد الفوري لبدء اجتماعاتها والتحضير الجدي والتعاون مع الدول العربية والغربية لضمان نجاح المؤتمر، حيث إن الوقت قصير جداً.
وطالب عباس «بوقف فوري للاستيطان وبناء الجدار العازل وإنهاء الحصار والإغلاق وآثارهما التدميرية على الاقتصاد». واعتبر أن «الإجراءات الإسرائيلية والإعلان عن قطاع غزة كيان معادي له مغزى سياسي وخطير ويقوّض إرادة الحكومة لتعزيز الأمن والنظام في الأراضي الفلسطينية».
وحول الموقف العربي من المؤتمر، قال عباس إن «الوضع بالنسبة للدول العربية غامض ويجب توضيح الغموض وهو دور الداعين إلى المؤتمر. وعندما تتضح الأمور، سيحضر العرب اللقاء وأنا لا أتحدث بالنيابة عنهم».
وجدد أبو مازن التأكيد على «وحدة الموقف والشعب الفلسطيني في الضفة وغزة بصرف النظر عما أحدثه (الانقلاب) في غزة». وقال «نحن نتعامل معها (غزة) كجزء لا يتجزأ من الوطن وأي سوء يصيبها يصيبنا وسندافع عن مصالحهم ومتابعة حقوقهم، وموقفنا لن يتغير في ظل ما يجري في الضفة ونابلس وما يتوقع في غزة».
واجتمعت رايس في القدس المحتلة أمس مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، الذي أعرب عن اعتقاده بوجود نافذة فرص يجب اغتنامها لتحقيق تقدم في عملية السلام بالشرق الأوسط. وأشار إلى أن جميع الأطراف التي ستشارك في مؤتمر السلام «تريد ضمان نجاح هذا المؤتمر».
وأقرّت رايس، أثناء الاجتماع مع بيريز، بأن ثمة عقبات كثيرة في الطريق إلى «الاجتماع الدولي». وأضافت «سنضطر للتغلب عليها بعمل شاق أكثر». وقالت إن «هذا هو الوقت للتقدم في عملية السلام ورغم العقبات، إلا أن هناك رياح سلام ورغبة صادقة وكاملة بالتوصل إلى سلام بين الجانبين. وأنا والمجتمع الدولي على استعداد للقيام بعمل شاق من أجل تحقيق السلام في المنطقة».