قبل 16 شهراً من نهاية ولايته الثانية، تستمرّ استقالات مساعدي الرئيس الأميركي جورج بوش، إذ تنحّى أمس وزير الزراعة في إدارته، مايك جوهانس، الذي ينوي المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ العام المقبل. واستغلّ سيّد البيت الأبيض المناسبة للإعراب عن أمله في إمكان إقناع إيران، عبر القنوات الدبلوماسية، بالتخلّي عن طموحاتها النووية، وعن اعتقاده بأنّ تقدّماً ملموساً يحصل في بلاد الرافدين رغم استياء العراقيّين من حكومتهم. كما عرّج على الملف الكوري الشماليّ، محذّراًَ بيونغ يانغ من ضرورة التخلّي عن سلاحها النووي وعدم تسريبه وتقنيّاته إلى بلدان أخرى، في إشارة إلى سوريا.وفيما يحتدم الجدل دولياً في شأن كيفيّة التعاطي مع الملفّ النووي الإيراني، قال بوش، في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، إنّ «الأمل يحدوني أن نستطيع إقناع النظام الإيراني بالتخلّي عن أيّ طموحات لديه في مجال تطوير برنامج أسلحة (نووية) وأن نستطيع عمل ذلك سلمياً، سنواصل الضغط» على النظام في طهران من أجل هذه الغاية.
وأوضح بوش، «نعمل مع الحلفاء والأصدقاء من أجل إيصال رسالة ثابتة للإيرانيّين، فحواها أنّ هناك طريقاً أفضل إلى الأمام لهم، عوضاً عن العزلة الماليّة والاقتصاديّة»، مشيراً إلى أنّه «على الشعب الإيراني معرفة أنّ بعضاً من الأسى الذي يعانيه مصدره عدم قدرة حكومته على العمل مع المجتمع الدولي بطريقة مسؤولة».
وشدّد بوش على أنّه يجب التعاطي مع تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بجديّة. فهو شخص «يتحدّث دوماً عن استخدام القوّة ضدّ إسرائيل، على سبيل المثال، وهو البلد الذي يشكّل حليفاً قوياً وصلباً لنا».
ورفض بوش التعليق على الغارة التي شنّتها طائرات إسرائيليّة على «أهداف» داخل سوريّا قبل نحو أسبوعين، وحذّر، في السياق، بيونغ يانغ من السماح لدول أخرى بالحصول على ما لديها من معرفة بشأن إنتاج التكنولوجيا والأسلحة النووية. وقال «نتوقع أن تحترم (كوريا الشمالية) التزاماتها بالتخلّي عن الأسلحة وبرامج، وبالنسبة لمسألة نشرها الأسلحة، نتوقع منها أن توقف» نقلها للتقنيات النووية، وذلك غداة إشارة تقارير استخباريّة أميركيّة إلى أنّه، على مدى أسبوعين، تمّ رصد سفن كوريّة شماليّة تنقل مواد مشبوهة إلى سوريا وربّما تكون قد وصلت بالفعل.
وحول العراق، أعرب بوش عن «حزنه» لمقتل المدنيّين في المجزرة التي ارتكبتها الشركة الأمنيّة، «بلاك ووتر»، الأحد الماضي. وشدّد على أنّ «السبب الأساسي في عدم وجود ديمواقرطيّة في العراق يعود إلى أنّ الشعب لا يزال يتعافى من حكم (الرئيس العراقي الراحل) صدّام حسين». وفي إشارة إلى الرئيس الجنوب أفريقي السابق، داعية السلام، نلسون مانديلا، قال بوش «سمعت أحدهم يقول: أين مانديلا» لإرساء السلام في بلاد الرافدين، وأضاف «الحقيقة أنّ مانديلا قد مات، لأنّ صدّام حسين قتل جميع» السائرين على خطاه.
وبالعودة إلى الأساس في خطابه، أوضح بوش أنّ نائب جوهانس، شاك كونر، سيخلفه، فيما لم يؤكّد الوزير المستقيل علناً أنّه ينوي الترشح للفوز بمقعد سيناتور بدلاً من الجمهوري، تشاك هاغل، الذي لن يترشح في «نبراسكا»، التي كان جوهانس حاكماً عليها منذ عام 1999 وحتى تعيينه وزيراً للزراعة.
وسيكون ترشيح جوهانس بشرى سارّة لأصدقاء بوش الجمهوريين، الذين سيخوضون انتخابات صعبة بسبب تدني شعبية بوش واحتلال العراق.
كما تطرّق الرئيس الأميركي إلى الاقتصاد الأميركي الذي يعيش أزمة القروض العقارية. وقال رداً على سؤال «أنا متفائل»، مؤكّداً أنّه سيوقف أيّ محاولة لزيادة الضرائب، تطرحها الغالبية الديموقراطيّة في الكونغرس.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)