دعا تنظيم «القاعدة»، أمس، الباكستانيين إلى الانتقام من الرئيس برويز مشرّف وجيشه، على ما ارتكبوه بحقّ المسلمين في حصار المسجد الأحمر في إسلام آباد، وقتل زعيمه عبد الرشيد غازي في الاشتباكات الدموية التي وقعت بين القوّات الباكستانية وطلاّب المسجد في تموز الماضي.وحضّ زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، في شريط بثّه موقع إلكتروني تابع للتنظيم، على «الجهاد» ضدّ مشرّف، الذي يأمل إعادة انتخابه في 6 تشرين الأوّل المقبل رئيساً، لأنّ ما قام به في حصار المسجد الأحمر يجعل منه «كافراً». وقال بن لادن إن «عاصفة المسجد الأحمر في إسلام آباد دلّت على إصرار مشرّف على متابعة ولائه وخضوعه ومساعدته للأميركيين ضدّ المسلمين، وتجعل من الثورة المسلّحة ضدّه وإزاحته من منصبه أمراً واجباً». وأضاف: «عندما تتوافّر القدرة، يصبح التمرّد واجباً ضدّ الحاكم المرتدّ».
وتعهّد بن لادن بأنّهم في تنظيم «القاعدة» «يُشهدون الله على أنّهم سينتقمون لدماء عبد الرشيد غازي ومن كان معه، من الرئيس مشرّف والذين ساعدوه، وأنّهم سينتقمون لكل الأبرياء».
وكان موقع «الإخلاص»، التابع للقاعدة، قد أعلن في وقت سابق أمس عن بث الشريط الجديد لزعيم «القاعدة»، تحت عنوان: «حيّ على الجهاد». وجاء في الإعلان العاجل أن «القاعدة يعلن الحرب ضد الطاغوت مشرّف وجيشه المرتدّ، بلسان الشيخ الأسد أسامة بن لادن».
وواصل الدعوة الرجل الثاني في «القاعدة» أيمن الظواهري، الذي حثّ الباكستانيين على الانتقام لمقتل عبد غازي، واصفاً ما حصل بأنّه «قد لطّخ تاريخ الجيش الباكستاني بالعار والخسّة اللذين لا يغسلهما إلا الانتقام من قتلة عبد الرشيد وطلاّبه».
وفي عبارات حملت معاني والتحقير، وصف الظواهري مقتل غازي بأنّه «يظهر مدى دناءة وعمالة مشرّف وقوّاته التي لا تستحق شرف الدفاع عن باكستان، لأنها أرض مسلمة، بينما قوّات مشرّف كلاب صيد تحت صليب بوش».
كذلك دعا الظواهري المسلمين، في شريط مصوّر مدته 80 دقيقة، بُثّ أمس على موقع «القاعدة» الإلكتروني «السحاب»، بمناسبة الذكرى السادسة لهجمات 11 أيلول، وحمل عنوان: «قوّة الحق»، إلى قتال الولايات المتحدة وحلفائها في جميع أنحاء العالم. وقال: «قفي يا أمة الإسلام مع أبنائك المجاهدين، واحملي على راية بوش الصليبي المندحرة»، داعياً المجاهدين إلى ألاّ يخافوا «قوة أميركا»، حيث «كشفت الغزوتان المباركتان (11 أيلول) أنّها قوّة من حديد ونار، بلا عقيدة ولا خلق ولا ثبات».
وبعدما أشاد بمعارك الجماعات المرتبطة بـ«القاعدة» في أفغانستان وشمال أفريقيا والصومال والشيشان والعراق، دعا الظواهري المسلمين إلى تطهير «مغرب الإسلام» من أبناء فرنسا وإسبانيا «الذين عادوا من جديد بعد أن بذل أجدادكم دماءهم ليطردوهم».
وفي السودان، دعا الظواهري إلى قتال قوة حفظ السلام المشتركة التي من المقرّر إرسالها إلى دارفور، منتقداً قبول الرئيس السوداني عمر البشير بقرار مجلس الأمن الذي يقضي بإرسال 26 ألف جندي من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في عملية مشتركة إلى هذا الإقليم.
وتوجّه إلى البشير قائلاً: «خير له أن يتولّى قيادة المقاومة في دارفور ولا يكون رئيساً لدولة محتلة»، متهماً إيّاه «بالتخلّي عن المسلمين لإرضاء الولايات المتحدة، ولا يستحق حمايتهم».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)