يستعدّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لاستئناف اللقاءات، بعد مغادرة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في محاولة لإعداد «وثيقة» قبل المؤتمر الدولي للسلام المقرّر في تشرين الثاني المقبل، وسط دعوات إسرائيلية إلى عدم «تقديم تنازلات» في «قضايا جوهرية». وأعلن مصدر فلسطيني، أمس، أن عباس سيلتقي أولمرت عقب الأعياد اليهودية مباشرة. كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيلتقي عباس الاثنين في نيويورك، عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكان أولمرت قد قال أول من أمس، في كلمته في مؤتمر حزب «كديما»، إنه «يوجد شريك فلسطيني للحوار، وإن تجاهله سيؤدي إلى سيطرة حركة حماس على الضفة الغربية».
وأضاف أن الامتناع عن الحوار مع الحكومة الفلسطينية التي تحارب حركة «حماس» وتعلن عن جهوزيتها لصنع سلام حقيقي مع تل أبيب «سيجعل إسرائيل تواجه جبهة موحدة من حماس والجهاد الإسلامي في مناطق السلطة، وعندها لن يكون الوضع مريحاً لها».
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن أولمرت استخدم لقب «الرئيس» في حديثه عن محمود عباس. وقال إنه «نشأت بين الإثنين بداية ثقة في لقاءاتهما في الأشهر الأخيرة، وإنهما بدآ بمناقشة قضايا حساسة والتفكير معاً من أجل كسر الهوة في المواقف، وإن إسرائيل لا تستطيع أن تتجاهل الأصوات المعتدلة في رام الله».
وتعهد أولمرت «بالتوصل إلى تسوية سياسية تتضمن انسحاباً من مناطق في الضفة الغربية». كما تحدث عن طواقم العمل التي تعمل على بلورة وثيقة متفق عليها استعداداً لمؤتمر الخريف المقبل. وأشار إلى أنه سيعرض على حكومته غداً الأحد اقتراحاً لإطلاق سراح أسرى، كبادرة حسن نية من أجل «تعزيز المعتدلين في السلطة الفلسطينية».
في المقابل، قال وزير الدفاع إيهود باراك، في مشاورات سياسية وأمنية أجريت في الأيام الأخيرة، إن البيان المشترك مع الفلسطينيين «يجب أن يكون وسطياً بحيث لا يشعر الفلسطينيون بالذل والاستغلال، وعاماً بدرجة كافية بحيث لا يشعر الإسرائيليون بأنهم قدموا تنازلات جوهرية في قضايا جوهرية من دون مقابل». كما عارض أي ذكر لقرار مجلس الأمن 194 بشأن حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها عام النكبة.
وفي السياق، نسبت الإذاعة الإسرائيلية أمس إلى وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني القول إن «إسرائيل لن تسمح بعودة ولو لاجئاً واحداً إلى أراضيها ضمن أي اتفاق مع الفلسطينيين»، معتبرة هذا الأمر «بداية نهاية شرعية إسرائيل كدولة يهودية». وشددت على أنه «لا يتعين المضي قدماً في المفاوضات إلا بعد وفاء الجانب الفلسطيني بتعهداته».
وفي طريق عودتها إلى واشنطن، قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس «لقد كنت مرتاحة جداً لمحادثاتي لأنه من الواضح أن الزعيمين جديان في التزاماتهما»، مضيفة «أعتقد أن الإعلان عن اجتماع دولي في الخريف أثار حماسة الناس وأعطاهم رغبة للمضي قدماً».
ومن المقرر أن يعقد الأحد في واشنطن لقاء للجنة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة). وسيحضر هذا اللقاء المبعوث الجديد للرباعية رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)