strong>«بلاك ووتر» تعاود نشاطها والحكيم يناشد الصدر العودة إلى «الائتلاف»
تتجه أنظار العراقيّين اليوم إلى الولايات المتّحدة، التي وصلها أمس رئيس الحكومة نوري المالكي لإجراء اجتماعات وصفتها مصادر عراقية بأنها ستكون «مهمّة» مع كل من الرئيس جورج بوش ووزير الخارجية الإيرانية منوشهر متّكي، على هامش الاجتماعات التي ترعاها الأمم المتحدة لدول جوار العراق للبحث في توسيع دور المنظمة الدولية في بلاد الرافدين بموجب القرار الدولي الرقم 1770.
في هذا الوقت، تلقّت حكومة المالكي ضربة جديدة، مصدرها هذه المرة السفارة الأميركية لدى بغداد، التي تستعد لتقديم تقويمها لعملها. ونشر الموقع الإلكتروني «عراق سلوغر.كوم» أمس تقريراً صادراً عن السفارة الأميركية يتّهم الحكومة العراقية بـ«الفساد»، ويرى أنّ النظام القضائي لا يزال ضعيفاً ومسيّساً. ويؤكد التقرير أن عصابات إجرامية وميليشيات تسيطر على قسم كبير من الدوائر الحكومية العراقية.
ويشير التقرير نفسه إلى أن مكتب رئيس الوزراء أبدى «معارضة واضحة» لإجراء أي تحقيقات في قضايا الفساد، ووصف مفوّضية النزاهة العامّة التابعة للحكومة المكلّفة مكافحة الفساد بأنها «جهاز سلبي وليست جهاز تحقيق فعّال».
ومع ذلك، سارع البيت الأبيض إلى الدفاع عن المالكي وحكومته، مشدداً، على لسان المتحدث طوني فراتو، على «أنّ حكومة المالكي تعمل جاهدة على محاربة الفساد»، من دون إعطاء رأي عن النجاح الذي حقّقته في هذا المجال.
وبرزت أمس بوادر انشقاقات جديدة في صفوف «جبهة التوافق العراقية»، مع إعلان مكتب المالكي أنّه وافق، خلال اجتماعه ليل أوّل من أمس بوفد من الجبهة على رأسه نائب رئيس الوزراء المستقيل، سلام الزوبعي، على بحث المطالب السياسية لكتلة «التوافق» المنسحبة من الحكومة.
وعلى الفور، نفى رئيس الجبهة عدنان الدليمي أن يكون وفد الشخصيات المذكورة يمثل «التوافق». وقال إن كتلته لم تتلقَّ أي دعوة رسمية للاجتماع مع المالكي، وأنّ تلك الشخصيات «لم تكن مخوّلة بالتفاوض، وأن زيارتها تحرّكات شخصية، لا علاقة رسمية لها بالجبهة».
من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في بغداد، ميريمبي نانتونغا، أنّ شركة «بلاك ووتر» الأميركية الخاصّة، التي ارتكبت مجزرة مطلع الأسبوع بحقّ مدنيين عراقيين، وتمّ توقيف رخصة عملها إثر ذلك، عادت لممارسة عملها في نقل الدبلوماسيين الأميركيّين ابتداءً من يوم أمس، بعد إيقاف دام أربعة أيام فقط. وأشارت نانتونغو إلى أنّ «القرار اتُّخذ من قبلنا بموافقة الحكومة العراقية»، مؤكّدة أن «جميع المواكب الرسمية للسفارة ستؤمن حمايتها شركة بلاك ووتر».
وفي «مسلسل» السجال الدائر منذ أيّام بين المالكي ورئيس حركة «الوفاق الوطني» إياد علاوي على خلفيّة تلويح رئيس الحكومة بمقاضاته بسبب عقده لقاءات مع قياديّي حزب البعث المنحلّ، ردّت «الوفاق»، في بيان تلقّت «الأخبار» نسخة منه أمس، بالقول إنّ علاوي كان يتوسّط بين الحكومة والأميركيين من جهة، و البعثيين من جهة ثانية، بطلب من المالكي وبعلمه، مشيرة إلى أنّ الرئيس الأسبق للحكومة «لم يجرِ أية لقاءات مع عزّة الدوري، ولا مع محمد يونس الأحمد».
إلى ذلك، أعلنت مصادر أمنية عراقية أمس أنّ اثنين من معتمدي المرجع آية الله علي السيستاني، هما الشيخ عبد الكريم بشير والشيخ أمجد الجنابي، قُتلا في هجومين منفصلين في الديوانية والبصرة، الأمر الذي دعا إلى تعليق صلاة الجمعة في البصرة احتجاجاً، وغلق كل المساجد في المحافظة، لمدّة ثلاثة أيام.
ودعا القيادي في «المجلس الإسلامي الأعلى في العراق»، السيّد عمار الحكيم أمس السيّد مقتدى الصدر إلى اتخاذ قرار «شجاع» بالعودة إلى «الائتلاف العراقي الموحّد» الذي انسحب التيّار الصدري منه أخيراً.
وقال الحكيم، خلال خطبة الجمعة في بغداد أمس: «أدعو الأخ العزيز السيد مقتدى الصدر إلى اتخاذ قرار شجاع مع إخوانه الكرام في الكتلة الصدرية بالعودة إلى الائتلاف العراقي الموحّد والعمل الجاد والدؤوب لإنجاح المشروع السياسي ولإسناد الحكومة العراقية وتجاوز الإشكاليات التي قد تطرأ».
وقُتل أمس جنديّان أميركيان في محافظة ديالى، في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الرومانية أنّ جندياً من قوات بلادها قُتل في انفجار لغم أرضي في جنوب العراق. كما أعلن الجيش الأميركي اعتقال ضابط شرطة عراقي برتبة عقيد شمال غرب العاصمة، بسبب اتّهامه بالتورط في أنشطة ميليشيات غير قانونية.
(الأخبار، أ ف ب،
يو بي آي، رويترز، د ب أ)