فتحت العمليّة النوعيّة التي استهدفت القوات الأميركية في مدينة كربلاء في 20 كانون الثاني الماضي، والتي أدّت إلى مقتل 5 جنود أميركيين، ملفّ ما باتت تسمّيه قوات الاحتلال «القوات الخاصّة»، وهي فرق مقاومة محترفة، تقول واشنطن إنّها تتلقّى التدريب مباشرة من «الحرس الثوري الإيراني».ويمثّل أحمد نموذجاً من مقاتلي هذه «الفرق الخاصّة»، فائقة السريّة، إذ يعمل خلال النهار موظفاً في شركة أمنية عراقية خاصّة، لكن ما أن يسدل الليل ستاره حتى يتحوّل إلى مقاتل يحارب الأميركيين في جنوب غرب بغداد.
ويقدّم أحمد نفسه على أنه مقاتل في «الجماعات الخاصة»، وهي الهدف الرئيسي للجيش الاميركي الذي يتّهم هذه الخلايا الشيعية السرية بممارسة «الإرهاب». ويصف هذا الرجل الثلاثيني دور هذه القوات لأحد صحافيّي وكالة «فرانس برس» بالقول «مهمّتنا هي قتل أكبر عدد ممكن من الأميركيّين».
ويشرح أحمد أنّه اختير مع مقاتلين آخرين في حي البيّاع الذي يسكنه لمتابعة تدريب يستمرّ شهراً على المتفجّرات، وحرب العصابات. ويضيف قائلاً «الأفضل من بيننا يتمّ إرسالهم عادةً إلى لبنان عند حزب الله أو إلى إيران في معسكرات يسيطر عليها فيلق القدس. أمّا الآخرون، فيذهبون إلى معسكرات في جنوب العراق تحت إشراف مدرّبين عراقيّين ولبنانيين وإيرانيّين».
ويلفت أحمد إلى أنّ غالبية عناصر هذه الجماعات الخاصّة، يأتون من صفوف «جيش المهدي» التي يتزعّمها السيّد مقتدى الصدر.
وعن قرار الصدر تجميد نشاطات «جيش المهدي»، يقول أحمد إن «قادتنا على اتصال منتظم مع قيادة جيش المهدي، لكن كلّ طرف يتحرّك من جانبه، والجماعات الخاصة غير معنيّة بتاتاً بالهدنة التي أعلنها مقتدى الصدر في 29 آب».
وعن حياته الشخصية، يقول أحمد إنه من أمّ شيعية وأب سني، وأنّه «غير متديّن»، وأنه لا يقوم بأي عمل سياسي بارز. ويكشف عن أنّ «عددنا محدود لتجنّب الجواسيس، كلّ واحد منّا يتمّ اختياره من العناصر الآخرين ويفضَّل أن يكون العنصر قد قاتل في النجف في 2004» خلال المعركة الضارية التي خاضها جيش المهدي مع المحتل الأميركي.
ويؤكّد أحمد أن مجموعته لم تشارك يوماً في أعمال عنف ضد مدنيّين عراقيين، وأنّ المقاومة «ليست في حرب مع المتمرّدين السنة والدليل أنّ أحد قادتنا أزهر الدليمي (قتل في 19 ايار على أيدي القوات الاميركية) كان سنياً، لكن أعضاء تنظيم القاعدة هم بطبيعة الحال أهداف بالنسبة لنا». ويوضح أن غالبية الذخائر التي تستعملها مجموعته «من صنع روسي وإيراني». وفي السياق، يقول أحمد إن «العبوات الخارقة للدروع تأتينا جاهزة بفضل اتصالاتنا الايرانية. كذلك لدينا ألغام وقنابل يدوية ثقيلة خارقة للدروع». ويتباهى أحمد بأنّ جماعته «الخاصة» في حيّ البياع، هي أوّل من تمكّن من تفجير آلية «سترايكر» المصفّحة الضخمة التابعة للجيش الاميركي.
(أ ف ب)