بحث الملك السعودي عبد الله مع أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، في جدّة أوّل من أمس، «مجمل الأحداث والتطوّرات على الساحات الخليجية والعربية والإسلامية والدولية، إضافةً إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعوديّة «واس».وأوضحت الوكالة أنّ ولي العهد السعودي الأمير سلطان ورئيس الحكومة القطريّة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، حضرا الاجتماع، الذي يسبق انعقاد القمّة الخليجية في قطر، بدلاً عن سلطنة عمان، في مطلع كانون الأول المقبل. وأعرب مصدر دبلوماسي خليجي في الرياض عن اعتقاده بأنّ أحد أهداف زيارة أمير قطر هو «ترطيب الأجواء» بين البلدين تمهيداً للقمّة المقبلة و«تأمين حضور» الملك عبد الله لها.
وكان الملك عبد الله قد قاطع، عندما كان ولياً للعهد عام 2002، قمّة مجلس التعاون الخليجي التي عُقدت في قطر. وتعود آخر زيارة لمسؤول قطري إلى السعودية إلى تمّوز الماضي عندما قام حمد بن جاسم بزيارة الرياض حيث التقى الأمير سلطان، فيما تشهد العلاقات بين البلدين توتّراً بدأ مذ قيام السعوديّة عام 2002 بسحب سفيرها من الدوحة بعدما عرضت قناة «الجزيرة» القطرية برنامجاً حوارياً انتقد فيه المشاركون السعودية بشدّة.
وفي السياق، بحث الملك عبد الله مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال اتصال هاتفي أمس، تطوّرات الأحداث الإقليمية والدولية وفي مقدّمتها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد يومين على استقبال الملك السعودي رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة.
إلى ذلك، كشفت مصادر «واسعة الاطّلاع»، تحدّثت لصحيفة «الخليج» الإماراتيّة من سوريا، أنّ زعيم دولة خليجية قام الجمعة الماضي بزيارة عمل سريعة إلى دمشق، لم يُعلن عنها رسمياً، واستقبله خلالها الرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت إلى أنّ هدف الزيارة كان «تقريب المواقف بين دمشق والرياض»، من بوابة التنسيق في ما يخصّ الأزمة اللبنانية المحتدمة والملفّ الفلسطيني.
وأكّدت المصادر أن الردود السورية كانت «إيجابية جداً»، ما يدفع للتفاؤل بإمكان نجاح الوساطة في عودة العلاقات السورية ـــــ السعودية إلى وضعها الطبيعي، وخصوصاً في ظلّ عدد من الاستحقاقات الداهمة، في فلسطين والعراق ولبنان والسودان، ومؤتمر السلام الدولي الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش، على حدّ تعبير المصادر نفسها.
(يو بي آي، أ ف ب، الأخبار)