أعلنت إيران رسمياً أمس إغلاق جميع المعابر الحدودية التي تربطها بكردستان العراق، وقطع الكهرباء عن هذا الإقليم، في خطوة احتجاجية على اعتقال قوات الاحتلال الأميركية لأحد موظّفي محافظة كرمانشاه الإيرانية الحدودية.وقال محافظ كردستان في غرب إيران، إسماعيل نجار، لوكالة «مهر» الإيرانية شبه الرسمية، إنّ الحدود المشتركة بين إيران وكردستان العراق أُغلقت «حتّى إشعار آخر». وأضاف: «أبلغنا مسؤولي إقليم كردستان (العراق) أن الحدود الإيرانية ستُغلق ما لم يُفرج عن المسؤول الإيراني»، وذلك غداة إغلاق معبر برويزخان الحدودي الذي يُعَدُّ واحداً من أصل ثلاثة معابر حدودية هي حاج عمران وبرويزخان وباشماخ.
ويخشى المسؤولون المحليّون في شمال العراق من أن يؤثّر الإغلاق الحدودي على أسعار المواد الغذائية، ذلك أنه من المعروف أنّ هذه المعابر تشكّل جسراً تجارياً مهمّاً جدّاً بالنسبة إلى العراقيّين. كما قطعت السلطات الإيرانية أيضاً الكهرباء على طول الحدود.
في هذا الوقت، أعلنت المتحدّثة باسم السفارة الأميركية في بغداد ميريمبي نانتانغو أمس أنّها لم تتلقَّ أيّ طلب رسمي من الحكومة العراقية باستبدال شركة «بلاك ووتر» التي ارتكبت مجزرة أودت بحياة مدنيّين عراقيّين يوم الأحد الماضي. وهذا الإعلان هو نفي لتصريحات سبق لرئيس الوزراء نوري المالكي أن أدلى بها، مفادها أنه طلب من الولايات المتّحدة تكليف شركة أمنية أخرى بمهام حماية الدبلوماسيّين الأميركيّين والغربيّين عموماً.
يُذكَر أنّ حكومة بغداد تراجعت عن قرار اتّخذته بسحب الترخيص من «بلاك ووتر»، التي عاودت عملها الاعتيادي بعد 4 أيّام من تاريخ حصول المجزرة في ساحة النسور. وأعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أنّ مستقبل عمل «بلاك ووتر» في العراق، سيتوقّف على نتيجة التحقيق المشترك بين المسؤولين العراقيين والأميركيين في تفاصيل المجزرة. وقال، في بيان صدر من نيويورك إن الحكومة «ستتّخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق الشركة في ضوء نتائج التحقيق الذي ما زال جارياً».
وفي بغداد استؤنفت أمس محاكمة علي حسن المجيد الملقَّب بـ«علي الكيماوي» إلى جانب 14 من المتّهمين بارتكاب «جرائم ضدّ الإنسانية»، لدورهم في القضاء على انتفاضة في جنوب البلاد بعد حرب الخليج عام 1991. ولم تستجب المحكمة لطلب المجيد بتأجيل المحاكمة لمدّة شهر بسبب غياب المحامين «الذين يخشون الحضور إلى المحكمة وطلبوا توفير حماية من الجيش الأميركي الذي رفض طلبهم».
وقُتل أمس نحو 15 عراقياً في تفجيرات انتحارية، كما أعلن الجيش البريطاني مقتل جندي تابع لإحدى فرقه في البصرة في «حادث غير قتالي».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)