نيويورك ــ الأخبار
ليس هناك ما يجمع زعماء العالم كالطبيعة ومصائبها، لو لم تدخل المصالح الوطنية في المعادلة. وحتى الاتفاق على ضرورة نقاء الهواء أو حماية الأراضي والمدن من الغرق أو التصحّر، في مدى منظور، لا بدّ أن يمرّ بمبدأ مراعاة المصالح الأميركية أولاً. تلك المصالح بقيت متمثّلة في ضرورة الحفاظ على «التفوّق الكمّي والنوعي» بالملوّثات، فكان رفض الاعتراف بالدور السلبي الذي تؤديه الغازات المنبعثة من حرق الوقود في سخونة الكوكب.
مطلع هذا الأسبوع كان يوم الطبيعة في الجمعية العامّة للأمم المتحدة في دورتها الـ62. وفيها شكت الطبيعة أمرها للعالم. عشرات العلماء ورجال السياسة من 150 دولة، في مقدمتهم 80 زعيماً لم يكن الرئيس الأميركي جورج بوش بينهم، تحدّثوا عن التغيّرات المناخية. واكتفى سيّد البيت الأبيض بالقدوم إلى مأدبة العشاء التي أقيمت عقب المؤتمر.
اجتماع أوّل من أمس، الذي افتتحه الأمين العام للمنظّمة الدوليّة، بان كي مون، بالقول إنّ عدم التحرّك فوراً «سيكون أكثر كلفة بكثير من التحرّك»، يُعدّ مقدّمة للمؤتمر الدولي عن تبدّل المناخ الذي سيُعقد في بالي الإندونيسية في كانون الأوّل المقبل. وحذّر بان من «نتائج كارثية على العالم»، مشدّداً على أنّ العلماء وفروا التقنيات اللازمة لدرء المخاطر، وتبقى الإرادة السياسية هي المحدّدة.
وعوضاً عن مشاركة العالم في البحث عن حلول، أرادت الولايات المتّحدة التفرّد حتى في العزاء. فقد دعا بوش 16 دولة صناعية إلى عقد مؤتمر خاصّ يتعلّق بالغازات المسبّبة لظاهرة الاحتباس الحراري يُعقد في واشنطن يومي الخميس والجمعة المقبلين. ومن المتوقع أن يحدّد خلاله رؤية بلاده للحلّ.
أمّا اليابان، التي تتمتّع برغبة قوية في قيادة التزام دولي لتقليص الغازات الساخنة، فقد عرضت مجموعة من الحلول والحوافز العملية والواقعية. هذه المقترحات، المنوي تقديمها في اجتماع واشنطن، عرضها المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الياباني، يوشيرو موري، وفيها أن طوكيو ستقدّم مساعدة عالية التقنية، إذا ما بذلت الدول جهداً لتقليص انبعاث الغازات لديها.
وكشف موري أن بلاده، التي تطبّق نظاماً صارماً في حرق الطاقة، ستوفّر أيضاً آلية مالية لمساعدة الدول الواقعة ضمن مجموعة الشراكة للتنمية النظيفة والمناخ في المحيط الهادئ، وتعهّد أن تكثّف عملها لهذه الغاية خلال ترؤسها لمجموعة الدول الثماني الصناعيّة الكبرى العام المقبل.