مهدي السيد
قالت تقارير صحافية إسرائيلية أمس إن غالبية الوزراء الإسرائيليين تؤيد إطلاق سراح أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، الأسير مروان البرغوثي، في إطار صفقة تبادل تتضمن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط. كما كشفت التقارير أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرييل شارون، كان قد أجرى أواخر عام 2005 اتصالات غير مباشرة مع البرغوثي وهو في السجن، تم خلالها استطلاع موقفه من شكل الحكومة الفلسطينية العتيدة في حال فوز حركة «فتح» في الانتخابات.
ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر رفيعة المستوى في التحالف الحكومي قولها إن معظم الوزراء في الحكومة الإسرائيلية سيؤيدون اقتراحاً بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بينهم البرغوثي، في مقابل استعادة شاليط، مشترطين ألا تشمل قائمة أسماء الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم، التي تعدها حركة «حماس»، أسرى فلسطينيين أدينوا بقتل أو التخطيط لقتل إسرائيليين.
وقال مسؤول في حزب العمل الإسرائيلي إنه إذا أبدت «حماس» ليونة في موقفها تجاه إسرائيل في ما يتعلق بالأسرى الذين تطالب بإطلاق سراحهم في مقابل شاليط، فإن البرغوثي قد يجد نفسه خارج السجن.
وأوضح المصدر نفسه أنه «إذا تقلصت قليلاً قائمة حماس التي تشمل مئات الأسماء، أو على الأصح يُخرَج أسماء قتلة كبار منها، بسببهم لا تتمكن إسرائيل من تنفيذ الصفقة، ستكون هناك غالبية (لإقرارها) داخل الحكومة حتى إذا شملت البرغوثي الذي هو بنفسه زعيم قتلة».
يذكر أن وزير البنى التحتية، بنيامين بن إليعزر كان قد أعلن أول من أمس تأييده لإطلاق سراح البرغوثي، الذي رأى فيه زعيماً مستقبلياً للشعب الفلسطيني؛ كما كان وزير البيئة، غدعون عزرا، قد دعا في أكثر من مناسبة إلى الإفراج عن البرغوثي، مشيراً إلى أنه الوحيد القادر على محاربة حركة «حماس».
وكان البرغوثي قد اعتقل عام 2002 خلال عدوان «السور الواقي» وحكمت محكمة الاحتلال عليه بـ5 أحكام بالسجن المؤبد وسجن في حبس انفرادي في سجن «كيدار».
وفي السياق، كشفت «هآرتس» أن مكتب شارون أجرى قبل أسابيع من الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي أقيمت في 25 كانون ثاني 2006 اتصالات غير مباشرة بالبرغوثي كانت تهدف إلى استيضاح موقف القيادي الفتحاوي من ترشيح سلام فياض إلى رئاسة الحكومة الفلسطينية في حال فوز حركة «فتح» في الانتخابات. كما رمت الاتصالات التي تولاها عضو الكنيست عن حزب ميريتس اليساري، حاييم أورون، إلى استبيان موقف البرغوثي من تأليف حكومة فلسطينية تضم حركة «حماس».
وأشارت الصحيفة إلى أن أوساطاً في مكتب شارون توصلت إلى اقتناع بأن بإمكان البرغوثي المساعدة في فوز حركة «فتح» في الانتخابات، لذلك عملت على تقديم تسهيلات «هامة» في ظروف اعتقاله، حيث «أُخرج من العزل الإفرادي ونُقل إلى سجن هداريم»، إضافة إلى السماح له بتلقي زيارات من شخصيات سياسية كالنائب قدورة فارس ومستشار رئيس السلطة أكرم هنية.
وبحسب «هآرتس»، فإن البرغوثي أعرب عن معارضته لتشكيل أي ائتلاف حكومي مع «حماس»، كما أنه أبلغ مكتب شارون بواسطة أورون بأنه في حال فوز «فتح» في الانتخابات التشريعية فإنها ستقوم بتنفيذ إصلاحات في السلطة الفلسطينية. وقد مُرِّرت رسائل كهذه أيضاً بواسطة شخصيات فلسطينية كانت تزور البرغوثي وتجري اتصالات مع مكتب شارون. ورفض أورون في اتصال أجرته به «هآرتس» التعقيب على الخبر.