كشف المسؤول في وزارة الداخلية العراقية إيدين حليد أمس عن أنّ وزير داخلية بلاده جواد البولاني سيوقّع مع نظيره التركي بشير أتالاي في أنقرة اليوم، اتفاقاً يندرج تحت عنوان «مكافحة الإرهاب» يسمح للسلطات التركية باجتياح الأراضي العراقية الشمالية لضرب مقاتلي حزب العمال الكردستاني «بعد أخذ الضوء الأخضر» من السلطات العراقية.ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء أمس عن حليد، الذي يرافق البولاني في زيارته إلى أنقرة، قوله إنّ «الاتفاق سيوقّع غداً (الخميس)، وليس هناك أي مشكلة».
وبحسب محطّتي «أن تي في» و«سي أن أن ـ تورك» التركيّتين، فإنّ الاتفاق «يجيز للجيش التركي مطاردة الانفصاليّين الأكراد داخل الأراضي العراقية بشرط الحصول على الضوء الأخضر من بغداد». كما ينصّ على إقامة مكاتب ارتباط على جانبي الحدود لمتابعة نشاط الحزب المذكور.
في هذا الوقت، طرح الحزب الإسلامي العراقي مشروعاً عنوانه «الميثاق الوطني العراقي» يهدف إلى «نبذ الطائفية وفتح حوار سياسي بين مختلف الفئات الداخلة في العملية السياسية والخارجة عنها». وتتناول المبادئ الخمسة والعشرين لهذا الميثاق، إنهاء الطائفية وحصر السلاح بيد مؤسّسات الدولة، وضمان انتقال السلطة بالوسائل السلمية والديموقراطية وتعزيز حقوق الإنسان، على أن تقوم هيئات دولية مثل الأمم المتحدة أو الجامعة العربية بدور الضامن لهذه المبادئ.
وقال الأمين العام للحزب طارق الهاشمي، في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس بعد طرح المشروع: «يجب إقرار تفعيل الميثاق في استفتاء شعبي، أو من خلال الاتفاق على تبنّيه بين رؤساء الكتل السياسية العراقية للوصول إلى تسويات معقولة».
وأشار الهاشمي، الذي يشغل منصب نائب رئيس البلد، إلى أنّه «ليس للمشروع أي علاقة بالتزامات جبهة التوافق العراقية مع الحكومة، لأنه مطروح على الجميع، من ضمنهم القوى التي لا تزال خارج العملية السياسية»، مشيراً إلى «ضرورة مشاركة المرجعيات الدينية بهذا المشروع وأن تحظى بأسبقية في المشاورات بشأنه». وأكد الهاشمي أنّ من شأن هذا الميثاق «الذي يجب التوافق عليه مع الدول المجاورة»، «إزالة المخاوف الموجودة بين الشيعة والسنة والأكراد».
وفي السياق، نفى رئيس الهيئة السياسية لمكتب الصدر، لواء سميسم، أمس أن يكون التيار الصدري بصدد التفكير بالعودة إلى الائتلاف العراقي الموحّد رغم المبادرات التي يقودها رئيس الحكومة السابقة إبراهيم الجعفري في هذا المنحى. وقال سميسم إنّ اللقاء الذي عُقد يوم الثلاثاء الماضي بين وفد الائتلاف والكتلة الصدرية «لم يتمخّض عن أيّ جديد، إذ إنّ التيار لا يزال على قراره بالانسحاب، كما أنّنا لم نعد الوفد بأي شيء».
وعن نية التيار تشكيل كتلة جديدة، قال سميسم: «إنّنا لا نفكّر حالياً بتشكيل كتلة جديدة، لكنّنا ندرس العروض التي تقدمها إلينا الكتل وبعدها يتمّ الاختيار».
وكشف مصدر في «الهيئة الوطنية العليا لاجتثاث البعث» أمس، عن هروب المدير التنفيذي السابق والمدير العام الحالي لدائرة المعلوماتية في الهيئة، علي فيصل اللامي، إلى روسيا بسبب ملاحقته من قوات الاحتلال إثر اتهامها إياه بقضايا تهجير وقتل طائفي.
ميدانياً، أعلن الجيش الأميركي أمس مقتل أحد جنوده في شرق بغداد، كما وصل عدد القتلى العراقيّين الذين سقطوا في الأيام الثلاثة الأخيرة إلى 70 عراقياً، وذلك بعدما توفّي نحو 28 منهم أمس في سلسلة تفجيرات وانتحارية. واتهمت كتلة «مؤتمر أهل العراق»، أحد مكوّنات «جبهة التوافق العراقية»، أمس نساء من ميليشيا «جيش المهدي» بقتل عدد من النساء السنيات في حي الوشاش غرب بغداد، من ضمن ما وصفه بيان هذه الكتلة بأنه «حملة لتطهير طائفي تمارسه هذه الميليشيا».
(الأخبار، أ ب، د ب أ، رويترز، أ ف ب)