تجاهل الرئيسان الأميركي جورج بوش والأفغاني حميد قرضاي أمس تصاعد التمرد الذي تقوده حركة «طالبان» وعدم تمكن الحكومة المركزية من بسط نفوذها والأرقام القياسية في إنتاج الأفيون والفساد، الذي لا يزال ينخر البلاد، ليشيدا بما أُنجِز من تقدم في أفغانستان، حيث تتزايد حدة الخلاف بين البرلمان والرئيس الذي تحدى مطلب أكثرية النواب وأبقى وزير الخارجية رانجين داد فار سبانتا في منصبه رغم حجب المشرعين الثقة عنه.وعلى هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار بوش إلى اهتمام بلاده بالمضي في مواصلة دعم أفغانستان كي تكون «نموذجاً لما يمكن إنجازه في الشرق الأوسط الكبير»، مضيفاً أن «هذا البلد الذي كان يخضع لنظام طاغ يقمع النساء والفتيات تحول إلى بلد يتمتع فيه النساء والبنات بالأمل».
أما قرضاي فشدد من جهته على أن «أفغانستان حققت تقدماً»، مشيراً إلى «تحرير» الأفغان من نظام «طالبان». وأضاف أن «لائحة الأمور التي نحن مدانون بها لكم لا تنتهي».
في هذا الوقت، رجحت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس أن تتفاقم الأزمة السياسية القائمة بين الرئيس الأفغاني والبرلمان على خلفية حجب الثقة عن وزير الخارجية ووزير شؤون اللاجئين قوستاد إكبار، بسبب فشلهما في وقف ترحيل اللاجئين الأفغان والعمال المهاجرين من إيران.
وفي وقت يرى فيه قرضاي، الذي أيّدت المحكمة العليا قراره، أن تصويت البرلمان غير قانوني وداوفعه سياسية، يتهمه المشرعون بازدراء الدستور وتقزيم الأسس الديموقراطية للجمهورية الأفغانية. ويعكس الخلاف القائم بين الرئيس الأفغاني والغالبية البرلمانية التوتر بين إدارة قرضاي وأمراء الحرب والمجاهدين السابقين في المجلس التشريعي، الذين استبعدهم أثناء تأليفه الحكومة الحالية واستبدلهم بوزراء تكنوقراط، ما أخل بالتوازن في السلطة لمصلحة قبائل الباشتون.
وهدد 50 نائباً من تحالف «الجبهة الوطنية» المعارض في آذار الماضي، باستقالة جماعية إذا ما استمر قرضاي في تصلبه. وبات تحالف الشمال يشكل نواة المعارضة، ويمثل التهديد المباشر لحكم قرضاي مع دعوته إلى تعديلات دستورية وانتخابية.
وفي أثناء حديث قرضاي عن «التقدّم»، قتل أكثر من 170 من مقاتلي «طالبان» وجندي من قوات حلف الأطلسي في معارك جنوب أفغانستان، في وقت أعلنت فيه الحركة الأفغانية إسقاط مروحية أسبانية بعد قصفها بصاروخ.
(الأخبار، أ ب، د ب أ، أ ف ب، رويترز)