غزة ــ رائد لافي
«حمـــاس» تتّهـــم السلطـــة بـ «التواطـــؤ»... والمقاومـــة تواصـــل إطـــلاق الصواريـــخ


شارك آلاف الفلسطينيين أمس في مواكب تشييع 11 شهيداً سقطوا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين، في عدوان وغارات جوية منفصلة على مدينة غزة، وشمال القطاع، عشية الذكرى السابعة لانتفاضة الأقصى.
وخيّمت أجواء من الغضب الشديد على المشاركين في مواكب التشييع المنفصلة في مدينة غزة، ومخيم جباليا للاجئين، وبلدة بيت حانون، والذين صدحت حناجرهم بهتافات تندد بالتصعيد الإسرائيلي، وبالصمت العربي والدولي المطبق.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد اغتال مقاومين في «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، فجر أمس، في غارة جوية استهدفتهما ومجموعة من رفاقهما في بلدة بيت حانون شمال القطاع. وقالت مصادر محلية وشهود إن طائرة حربية إسرائيلية أطلقت بضعة صواريخ في تجاه مجموعة من نشطاء «كتائب القسام»، خلال تصديها لقوات الاحتلال المتوغلة في البلدة، فاستشهد راجى نبيل حمدان (23 عاماً)، ومحمد شعبان أبو ركبة (21 عاماً)، وأصيب ثالث بجروح بالغة الخطورة.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد المقاوم في حركة الجهاد الإسلامي، ثائر عبد الوهاب البسيوني (21 عاماً)، متأثراً بجروح خطرة أصيب بها جراء قذيفة مدفعية أطلقتها قوات الاحتلال على تجمع من الفلسطينيين في البلدة، ليرتفع عدد شهداء القذيفة إلى أربعة.
وفي مدينة غزة، شارك المئات في مسيرات تشييع الشهداء الخمسة لتنظيم «جيش الإسلام»، الذين سقطوا في عملية اغتيال نفّذتها مروحية حربية إسرائيلية في حي الزيتون أول من أمس. وطالب المشيّعون فصائل المقاومة الفلسطينية بالتوحّد في «خندق الجهاد والمقاومة»، والاستعداد لمواجهة الخطر الإسرائيلي الداهم.
وقالت مصادر محلية وسكان في بلدة بيت حانون إن قوات الاحتلال انسحبت من الأراضي التي توغّلت فيها مساء أول من أمس، وتمركزت على امتداد الحدود الفاصلة بين البلدة وفلسطين المحتلة عام 48، وسط مخاوف حقيقية من معاودة اجتياحها. وكانت قوات الاحتلال تساندها نحو 45 دبابة وآلية عسكرية وجرّافة وبغطاء جوي من الطيران الحربي الإسرائيلي، توغلت لمئات الأمتار في البلدة، وسط عمليات إطلاق نار كثيفة في كل الاتجاهات.
ولم يمنع التصعيد العسكري الإسرائيلي، فصائل المقاومة من مواصلة عمليات إطلاق الصواريخ المحلية الصنع وقذائف الهاون في تجاه البلدات والمواقع الإسرائيلية، غير أن مصادر قوات الاحتلال لم تقرّ بوقوع إصابات أو أضرار.
ودعا المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مراجعة «جدية» لمواقفه مما يجري من عمليات إسرائيلية على غزة، واتهم السلطة بـ«التواطؤ» مع إسرائيل. وقال «إن الدول العربية والمجتمع الدولي غير معفيين من تحمل مسؤولياتهم تجاه ما يجري من تصعيد في غزة، لأنه لا يجوز أن يبقى العالم مكتوف الأيدي أمام هذه الحرب المفتوحة على بقعة فلسطينية معزولة عن العالم، بينما يدين أقل عمل للمقاومة ضد الاحتلال».
كما ندّد رئيس ديوان رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة، محمد المدهون، بالتصعيد العسكري الإسرائيلي في القطاع. ورأى أنّه «وصمة في جبين كل من هو مقتنع بالسلام مع الاحتلال الإسرائيلي أو التعايش معه».
وقال المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو إن «التصعيد الإسرائيلي جزء من الحرب المفتوحة على شعبنا بهدف النيل من الحكومة (المقالة) وانتزاع التنازلات السياسية قبل مؤتمر الخريف».
بدورها، دانت السلطة الفلسطينية وحركة «فتح» التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، في بيان له، إن «الجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
أمّا «فتح» فوصفت العمليات الإسرائيلية بأنها «مجازر» ضد الشعب الفلسطيني. وأكدت، في بيان لها، أن «الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني تستوجب وقفة دولية جادة لردع الاحتلال ومخططاته العدوانية بحق شعبنا الفلسطيني».
إلى ذلك، دعت حركة «الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، محمود عباس إلى التوقف عن اللقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي أيهود أولمرت، أو أي أطراف إسرائيلية أخرى، في ظل التصعيد العسكري الحالي.