طالب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أمس اسرائيل بتجميد بناء المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة، والجدار في الضفة الغربية، لاجتذاب الدول العربية إلى مؤتمر السلام المرتقب في تشرين الثاني المقبل بدعوة من الرئيس الأميركي جورج بوش.وقال الوزير السعودي للصحافيين على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن المناقشات التي جرت يوم الاحد بين وزراء عرب ووسطاء دوليين جعلته يشعر بتفاؤل بأن هناك محاولة جادة لإحياء عملية السلام. وأضاف «هناك شعور بأن شيئاً ما جديداً يحدث. وهذا مشجع إذا ثبت انه صحيح».
وقال الفيصل «اننا ننتظر لنرى، لكن اللغة التي سمعناها، مثل تصريحات بأن الفشل ليس خياراً وأن النية هي دراسة قضايا الوضع النهائي والمسائل المهمة لا المسائل الهامشية، تلبي ما نطلبه دائماً».
ولم يحسم الفيصل مسألة مشاركة السعودية في مؤتمر السلام. وقال «سنرى، هل من اجل المؤتمر سيتخذ (الاسرائيليون) اجراءات بناء الثقة، مثل تجميد المستوطنات ووقف بناء الجدار، لأنه سيكون من المستغرب أن يناقش الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس ورئيس وزراء اسرائيل (إيهود أولمرت) السلام وإعادة الارض الفلسطينية بينما اسرائيل تواصل بناء المزيد من المستوطنات. لهذا فإن وقفها على الاقل لبناء المستوطنات سيكون علامة جيدة لإظهار نية جادة. ما نطلبه ليس شيئاً مبالغاً فيه»، مضيفاً ان ذلك موقف عربي مشترك لا موقف سعودي فقط.
وأكد الفيصل أن مشاركة الفلسطينيين وسوريا ولبنان في المؤتمر اساسية فيما مشاركة بلاده «ليست المسألة الاكثر اهمية». وأوضح أن «المملكة العربية السعودية لا لها أراضي محتلة لها (من اسرائيل). سوريا ولبنان والفلسطينيون هم اللاعبون الرئيسيون».
وأضاف «ننتظر رؤية شاملة للوضع قبل البحث في المشاركة أو عدمها».
وركز الفيصل خصوصاً على مشاركة سوريا، مشيراً إلى أن«المؤتمر سيكون عديم الجدوى إذا لم تحضر سوريا». وأضاف «هناك مقولة قديمة أن لا حرب من دون مصر ولا سلام من دون سوريا».
وشدّد الفيصل أيضاً على أنه لضمان نجاح أي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، «لا بد من إشراك حركة حماس في حكومة وحدة وطنية جديدة». وأضاف «لو أن المجتمع الدولي قبل بحكومة الوحدة الفلسطينية التي انبثقت عن اتفاق مكة في شباط الماضي، لكان من الممكن أن تعلن حماس نبذ العنف تجاه إسرائيل». وتابع «إن السلام لا يمكن أن يصنعه رجل واحد أو نصف الشعب».
إلى ذلك، قال مسؤولون عرب لـ«الأخبار» إن الادارة الأميركية ستستدعي عباس وأولمرت للالتقاء برعاية أميركية مباشرة في واشنطن إذا لم يتوصلا إلى اتفاق مبادئ يسهل الوصول لاتفاق شامل بين الجانبين قبل موعد المؤتمر الدولي في الخريف المقبل.
وأوضح المسؤولون أنفسهم أن بوش سيحاول الضغط على أولمرت لحثه على تقديم بعض التنازلات لعباس كي ينجح المؤتمر، رغم عدم الحماسة العربية لحضوره. وأضاف أنه حتى الرئيس الفلسطيني «لن يحضره إذا لم يقدم شيئاً للفلسطينيين يظهره بالمظهر اللائق الذي يؤدي إلى اتفاقات مهمة».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)