strong>تتواصل الاحتجاجات في ميانمار، يرافقها قرار بالسعي لقمعها عسكرياً، ومعها سيستمر سقوط الضحايا، لليوم الثاني لنزول الجيش إلى الشوارع. ومع اصطفاف غالبية دول العالم إلى جانب المعارضة في يانغون، يبقى الرهان معلّقاً على الصين، حليفة النظام الحاكم
في إطار التحدّي العلني للجيش وشرطة ميانمار، تحدى محتجو ميانمار جيشها وشرطتها، وعادوا أمس إلى شوارع يانغون، التي غاب عنها معظم الرهبان، إثر تعرّض نحو مئة منهم إلى الاعتقال، بعدما داهم المجلس العسكري المعابد البوذية في المدينة بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، فيما أسفرت المواجهات عن مقتل نحو 9 أشخاص، بينهم ياباني وألماني.
واحتشد نحو عشرة آلاف شخص من غير الرهبان في مجموعات في شمال معبد سال باغودا، وردّدوا صيحات الاستهجان وصفّقوا بأيديهم للقوات الحكومية التي طوقت المعبد في مشهد يدل على الازدراء. كما ردّدوا هتافات تشيد ببطل الاستقلال الجنرال اونغ صن والمعارضة اونغ سان سو تشي المحتجزة في منزلها منذ عام 2003. وهتف المتظاهرون «لم يكن الجنرال اونغ صن ليأمر أبداً الجيش بقتل الناس». وتم تفريق المتظاهرين بعد إطلاق أعيرة تحذيرية في الهواء وتوجيه إنذار شديد الحزم.
وقال شهود عيان إنه رغم إزالة المتاريس من طريق باغودا، إلا أن الشرطة والجنود الذين كانوا مدججين بالسلاح اصطفوا على أرصفة المشاة مستعدين لأي مواجهة. وقال دبلوماسي غربي، تعليقاً على المواجهة الوشيكة، «هناك أشخاص مستعدون لإطلاق النار، وآخرون مستعدون لأن يُقتلوا».
وأسفرت المواجهات بين شرطة ميانمار والمتظاهرين عن مقتل نحو 9 أشخاص، بينهم اثنان من الأجانب أحدهما ياباني وهو مصور صحافي، والآخر ألماني، فيما أصيب 11 آخرون بجروح.
وألقى النظام العسكري الحاكم القبض على أكثر من مئة راهب في مداهمات لمعابد يانغون البوذية، فيما تمركز المئات من الجنود في المواقع الرئيسية للعاصمة. كما أوقفت القوى الأمنية مسؤولين كبيرين في حزب المعارضة اونغ سان سو تشي، بينما أعلنت منظمة العفو الدولية توقيف نحو 300 شخص خلال اليومين الماضيين، وأعربت عن خوفها من احتمال تعذيبهم داخل السجون.
وفي وقت طالب فيه البيت الأبيض الحكومة العسكرية في ميانمار بوقف الحملة الصارمة التي تشنها قوات الأمن ضد المحتجين، شدد الرئيس الأميركي جورج بوش على أهمية الضغط العالمي على النظام العسكري في بورما، داعياً هذا المجلس إلى التعاون مع ممثل الأمم المتحدة.
ويعوّل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الآسيوية كريستوفر هيل على الصين، إذ قال خلال زيارته بكين لاستئناف المحادثات حول الملف النووي لكوريا الشمالية، إن على الصين أن «تستعمل نفوذها» حيال بورما لوقف عمليات القمع هناك. ورأى أنه يجب على الحكومة البورمية أن «تبدأ التفكير بضرورة إجراء حوار حقيقي ومصالحة مع مجمل الناشطين السياسيين في هذا البلد».
وفي السياق، دعا البرلمان الأوروبي موسكو وبكين إلى التوقف عن منع صدور إدانة من مجلس الأمن الدولي لقمع التظاهرات السلمية في بورما. وجاء في قرار للبرلمان تم تبنيه بغالبية ساحقة غداة اجتماع مجلس الأمن الذي خصص للوضع في بورما، أن النواب الأوروبيين يطلبون من «الصين وروسيا دعماً كاملاً لإعلان واضح من مجلس الأمن الدولي يدين اللجوء إلى القوة» في بورما.
من جهتها، حثت الصين القادة العسكريين في ميانمار على ممارسة ضبط النفس في معالجة أزمة المحتجين المناهضين للحكومة، وعبرت عن دعمها لوساطة الأمم المتحدة بين الطرفين.
كما قررت السلطات البورمية منح تأشيرة للموفد الخاص للأمم المتحدة إلى بورما ابراهيم غمبري، بحسب وزير خارجية سنغافورة جورج ييو الذي يتولى رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا.
(أ ف ب، د ب أ، رويترز، يو بي آي)