زحمة التصريحات العسكريّة الروسيّة «المحذّرة» من أيّ تهديد للأمن القومي للبلاد، والتي انطلقت شراراتها منذ إعلان الولايات المتّحدة عن نواياها في نشر «منظومة دفاع صاروخيّة» في تشيكيا وبولندا، امتدّت نحو الفضاء أمس، حين حذّر قائد قوّات الفضاء الروسية، الفريق أوّل فلاديمير بوبوفكين، من أنّ بلاده مستعدة لاتّخاذ «إجراءات مقابلة» إذا نَشر أيّ بلد سلاحاً في الفضاء، في إشارة إلى طروحات أميركيّة في هذا الصدد، كان الكرملين قد أعرب عن رفضه لها بشكل صاخب.ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن بوبوفكين قوله «لا نريد شنّ حرب في الفضاء، لا نريد السيطرة على الفضاء، إلّا أنّنا لن نسمح لأيّ دولة أخرى بذلك»، مشدّداً على أنّه «إذا نشر أيّ بلد سلاحاً في الفضاء، فإنّ قوانين الصراع المسلّح تحتّم ظهور سلاح مقابل».
ولفت بوبوفكين، الذي أوضح أنّه «من الضروري توثيق قواعد اللعب في الفضاء»، إلى أنّ عواقب نشر السلاح في الفضاء ستكون «وخيمة، لأن السلاح الفضائي عبارة عن منظومة معقدة جداً»، محذّراً من إمكان إطلاقه لـ«حرب واسعة». وكشف أنّ موسكو وبكّين أعدّتا مسوّدة إعلان بشأن منع نشر السلاح في الفضاء، ورفعتاها إلى الأمم المتحدة، ورفضها الأميركيّون.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وصف إطلاق الصين لصاروخ مضادّ للأقمار الاصطناعيّة في كانون الأوّل الماضي، بأنّه ردّ على المخطّطات الأميركيّة في شأن أسلحة فضائيّة، وخصوصاً بعدما كان نظيره الأميركي جورج بوش قد وافق على مرسوم في تشرين الأوّل الماضي، ينصّ على حقّ الولايات المتّحدة بامتلاك أسلحة فضائيّة، ويرفض صياغة أيّ معاهدة تنصّ عكس ذلك.
وأشار بوبوفكين أيضاً إلى أنّ بلاده بصدد تطوير منظومتها الدفاعيّة الجويّة. وأوضح أنّ الجيش سيبني قاعدة رادار للإنذار المبكر قرب أرمافير، في المنطقة الروسيّة الجنوبيّة، كراسنودار، لاستبدال القاعدتين الحاليّتين المشتركتين مع أوكرانيا، في موكاتشيفو وسيواستوبل، وذلك لأنّ «الخدمة هناك اقتصرت في الآونة الأخيرة على العسكريين الأوكرانيين، والمحطّتين لا توفران معلومات دقيقة، ما يؤدّي إلى نشوء حالات إنذار كاذبة». وشدّد على أن «موسكو لا ترتبط بأي حلف مع كييف».
وأضاف بوبوفكين أنّ بلاده ستبدّأ عام 2009، بتجربة جيل جديد من الأقمار الاصطناعية لرصد إطلاق الصواريخ، وأنّ 60 قمراً اصطناعياً عسكرياً موجودة في مداراتها حالياً.
وعن التقارير التي أشارت إلى مخطّطات أميركيّة لنشر محطّة رادار في جورجيا، التي تسود توتّرات عسكريّة وسياسيّة بينها وبين روسيا، شدّد بوبوفكين على أنّ المحطّة «لا معنى لها نظرياً». وأوضح أنّ هامش رؤية محطة الرادار المنوي نشرها في تشيكيا، يعادل 360 درجة، ما يثير قلق واستغراب العسكريين الروس، لأنّه من المفروض أن تراقب المحطة، بحسب تصريحات الجانب الأميركي، الفضاء في الاتّجاه الإيراني.
وفي السياق، أعلن السفير الروسي إلى أذربيجان، فاسيلي إيستراتوف، أنّه لا توجد لدى بلاده أيّ نوايا لإنشاء قاعدة عسكرية ثانية في أرمينيا، إلى جانب تلك الموجودة في مدينة غيومري منذ عام 1995، وأن الشائعات بهذا الصدد لا تتطابق مع الواقع.
والقاعدة المذكورة مزوّدة بالمنظومات الصاروخية المضادة للجوّ «أ س ـــــ 300» ومقاتلات «ميغ ـــــ 29»، ويبلغ عديد طاقمها ما يقارب 5 آلاف شخص.
إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية في إقليم إنغوشيا، المنفصل كما أوسيتيا الجنوبيّة عن جورجيا منذ انهيار الاتّحاد السوفياتي، إنّ القوّات الروسية قتلت «القائد المتمرّد»، سيّد محمد جاليف (23 عاماً) أمس، خلال اشتباكات خارج مدينة نزران.
وتعاني منطقة القوقاز الروسية الشمالية من أعمال عنف منذ عام 1994، عندما اندلعت الحرب الأولى من حربين بين القوّات الروسية والمتمرّدين الشيشان. وفيما استقرّت الأوضاع في الشيشان خلال السنوات الماضية، امتدّ القتال إلى إنغوشيا، التي تقطنها غالبية مسلمة.
(أ ب، رويترز، يو بي آي، أ ف ب)