لا تزال مواقف باريس متذبذبة تجاه المسألة النووية الإيرانية؛ فهي تدعم المفاوضات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها في الوقت نفسه «لا تصدّق» الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس إنه شرح الثلاثاء لنظيره الإيراني منوشهر متكي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، موقفه من تصريحاته التي أثارت جدلاً حول «حرب» محتملة مع إيران. وأضاف «خلال نحو ساعة من المحادثات، حاولت أن أقنعه بأننا جادون عندما نقول للإيرانيين إننا لا نرغب أن يحصلوا على القنبلة النووية».
كما أكد كوشنير، لنظيره الإيراني، أن باريس تدعم مفاوضات طهران مع المدير العام لوكالة الطاقة محمد البرادعي، مشيراً إلى «أن الولايات المتحدة لا تقدم القدر عينه من الدعم لهذا التعاون»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن بيان لوزارة الخارجية الإيرانية.
وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي أن اللقاء بين كوشنير ومتكي «كان فرصة لتوضيح الأمور»، معتبراً أنه كان مفيداً من هذه الناحية. إلّا أن دبلوماسياً فرنسياً آخر وصف اللقاء بأنه «حوار طرشان»، ملاحظاً أن المواقف لا تزال في هذه المرحلة «غير قابلة للتوافق».
وفي السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن كوشنير قوله إن روسيا لن تدعم على الأرجح عقوبات جديدة للأمم المتحدة ضد إيران بسبب برنامجها النووي، إلّا بعد أن تنتهي وكالة الطاقة من أحدث دراسة لها للأنشطة الإيرانية، التي ربما لن تكتمل قبل كانون الأول المقبل.
أماَّ المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية، دافيد مارتينون، فقال من جهته إن «نجاد يقول إن البرنامج (النووي) سلميّ. وفي نهاية الأمر لا نصدّقه. الكل يعلم أن هذا البرنامج له أهداف عسكرية».
الى ذلك، تبنّى مجلس الشيوخ الأميركي أول من أمس قراراً يدعو إدارة الرئيس جورج بوش إلى إعلان الحرس الثوري الإيراني «جماعة إرهابية»، وذلك بغالبية 76 نائباً في مقابل رفض 22، رغم اعتراضات الديموقراطيين الذين رأوا أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى نشوب حرب مع إيران.
(أ ف ب، رويترز، إرنا)