برلين ــ غسان أبو حمد
تكشّف يوم أمس جانب من البرنامج السرّي الذي أعدّته وزارة الداخلية الألمانية لـ«مكافحة الإرهاب الدولي»؛ فاستناداً إلى معلومات أكيدة نقلتها الصحافة الألمانية وبعض نوّاب المعارضة في البرلمان الألماني، يحوي البرنامج الأمني الجديد إجراءات تقضي بمراقبة جهاز الاستخبارات الألماني لجميع شبكات الاتصال الإلكتروني بين المواطنين، بما في ذلك بعض «غرف الدردشة الصوتية».
صحيفتا «بيلد» و«فوكوس» أكّدتا أنّ الاتّحاد الأوروبي يسعى بدوره إلى تطبيق الرقابة السرية على شبكة الإنترنت، بما في ذلك «برامج الخدمات المعلوماتية العامة» (غوغل)، وخصوصاً بعدما كشفت التحقيقات الأخيرة مع 3 متّهمين «متطرّفين دينياً»، كانوا يخطّطون لتفجير محطّة قطارات عامّة وقاعدة عسكرية أميركية في ألمانيا، بأنّهم تبادلوا المعلومات حول مخططهم الإرهابي عبر الإنترنت، وحصلوا على «وصفات طبخ» المتفجّرات والقنابل، عبر برامج الخدمات العامّة، إضافة إلى استخدام الإنترنت لإطلاق «أوامر التحرك والتفجير».
وحسبما نقلته صحيفة «بيلد تسايتونغ» عن البرلماني الأوروبي، ألكسندر ألفارو، فإنّ الإجراءات السريّة، التي هي قيد الدرس على الصعيد الأوروبي، تتيح إمكانية «التسلّل الأمني» إلى حياة المواطنين الخاصّة، خلافاً لمبدأ الحريات الشخصية والعامّة. إذ يكفي الطلب من برنامج «غوغل» تقديم معلومات حول بعض الكلمات مثل «قنبلة» أو «متفجّرة» أو «إبادة شعبية»، كي ينتقل «صاحب الطلب» بدوره إلى دائرة الرقابة في مكاتب الشرطة والاستخبارات.
تجدر الإشارة إلى وجود خلافات حادّة داخل التحالف الذي يقود ألمانيا؛ فقد أصرّت المستشارة أنجيلا ميركل على تطبيق جميع البنود التي أقرّها مجلس وزراء داخلية المقاطعات لـ«مكافحة الإرهاب». وفي ختام المؤتمر الإقليمي لحزبها، «الديموقراطي المسيحي» الأحد الماضي، قالت «من غير المسموح على الإطلاق إتاحة الحرية أمام الإرهابيين، والمفروض على السلطة حماية المواطنين».
وكشفت ميركل عن أنّ الشرطة الألمانية تمكّنت عبر «وسائل الرقابة» السريّة من تعطيل 7 عمليات إرهابية في الأشهر الماضية، معتبرةً أنّ الحفاظ على سلامة المواطنين من أولى واجبات السلطة، «ما دامت القوّات الألمانية تقوم بواجبها في أفغانستان».
واستناداً إلى «بيلد تسايتونغ»، فإن الاتّحاد الأوروبي بدأ التعاون مع وزارة الداخلية الألمانية، والاتّصالات جارية لشرح «حسنات وفوائد» الرقابة اللاسلكية التي بإمكانها حماية «المواطن الأوروبي» من خطر الإرهاب.