strong>فيما يستمرّ الجدل بشأن «الطبيعة الدفاعيّة» للدرع الصاروخيّة الأميركيّة، بدأت في المحيط الهادئ أمس، مناورات عسكريّة روسيّة ــ أميركيّة تحت عنوان «نسر المحيط الهادئ ــ 2007»، ما يمثّل، إلى حدّ ما، عنصر تهدئة في انتظار جولة محادثات تشهدها موسكو في 12 الشهر المقبل
انتقاد جديد للدرع الصاروخيّة التي تنوي الولايات المتّحدة نشرها في تشيكيا وبولندا لمحاربة خطر صواريخ الدول المارقة، وتحديداً إيران، أطلقه البروفسور في «معهد ماساشوستس للتكنولوجيا»، تيد بوستول، أمس عبر إشارته إلى أنّ وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية تحاول التقليل من سرعة الصواريخ المعترضة وتبالغ في تصوير سرعة الصواريخ الروسية طويلة المدى.
وتتألّف الدرع من 10 صواريخ معترضة في بولندا ومحطة رادار قوية في جمهورية تشيكيا لوقف ما تقول واشنطن إنه «التهديد الصاروخي المتزايد الذي تشكّله إيران». إلّا أنّ بولستون يقول إنّ الأميركيّين «يخشون على الأرجح عدم قبول الأوروبيين للخطة، ولذلك فقد زعموا أنّ الصواريخ المعترضة ليست بالسرعة الكافية لاعتراض الصواريخ الروسية العابرة للقارات».
وأوضح العالم الأميركي، في مؤتمر صحافي، أنّه إذا أرادت الولايات المتّحدة أن تعترض صواريخها «الخطر الإيراني» فعليها أن تكون أسرع. وقال «يزعمون أنّ سرعة الصاروخ هي 6.3 كيلومترات في الثانية، أي أنّها لا يمكن أن تضرب صواريخ روسية عابرة للقارات».
وتابع «لكن في الحقيقة، سرعة هذا الصاروخ المعترض تقترب من 9 كيلومترات في الثانية، كي يتناسب مع مزاعم وكالة الدفاع الصاروخي بأنّ هذا النظام يمكن أن يحمي من هجوم إيراني»، مبيّناً أنه «إذا كانت السرعة أقلّ من ذلك، فليس في إمكاننا الدفاع عن مناطق قالت (الوكالة الأميركية) إنّها تستطيع الدفاع عنها في وقت سابق».
إلّا أنّ المتحدّث باسم الوكالة، ريك لينر، ردّ على بوستول بالقول إنّه ليس على اطلاع على البيانات المتعلقة بالتجارب الصاروخية، وإنّ تصريحاته «غير صحيحة إطلاقاً»، وأصرّ على أنّ الصواريخ الأميركية المعترضة ليست سريعة بما يكفي لاعتراض صواريخ روسية حتى لو أطلقت من المنطقة الغربية من روسيا، مؤكّداً أنّ «سرعة هذه الصواريخ لا تتعدّى 6 كيلومترات في الثانية أو أكثر بقليل».
في هذا الوقت، بدأت مناورات «نسر المحيط الهادئ ـــــ 2007» التي تتضمّن القيام بتمارين على المناورة المشتركة وقيام كاسحات الألغام بقيادة السفن وتفادي الألغام التي يَعثر عليها أسطول المحيط الهادئ، حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسيّة «نوفوستي» عن مكتب الإعلام والعلاقات العامّة في الأسطول البحري الحربي الروسي.
وأوضح المكتب أنّ السفينة المضادّة للغوّاصات العملاقة «الأميرال بانتيلييف»، وكاسحة الألغام «بي تي ـــــ 100» وسفينة الهيدروغرافيا «غ أس ـــــ 84» والقاطرة «أر بي ـــــ 326»، ستشارك من الجانب الروسي، فيما ستشارك من الأسطول الأميركي، المدمّرة «لاسين» وكاسحة الألغام «باتريوت».
من ناحية أخرى، شدّد رئيس الوزراء الروسي فيكتور زوبكوف، على أنّ لدى بلاده آفاقاً جيّدة للمشاركة في السوق الذرية الدولية. وقال، خلال زيارة «مصنع بناء الآلات» التابع لشركة «تفيل» في مديمو إلكتروستال بضواحي موسكو، «ما شاهدته اليوم يدل على أن المؤسسة فريدة من نوعها. ولا منافسين لها اليوم»، مؤكّداً أنّ لدى قيادة المؤسسة والقطاع خططاً كبيرة جداً يجري تحويلها إلى أمور ملموسة.
وفي موضوع الطاقة، حذّر النائب الأوّل لزوبكوف، ديميتري ميدفيديف، من أنّ «روسيا ستردّ» إذا أقرّ الاتحاد الأوروبي مشروعاً يمنع الشركات غير الأوروبية من الاستثمار في قطاع الطاقة في أوروبا. وقال «للأسف، أصبح اتخاذ قرارات تحدّ من الاستثمارات الأجنبية أمراً عصرياً في مختلف الدول».
وأضاف ميدفيديف، الذي يرأس أيضاً مجلس إدارة المجموعة الروسية العملاقة للغاز «غازبروم»، «نرى أنّ ذلك مخالف لروح العولمة ومبدأ انفتاح السوق».
إلى ذلك، لفت مدير هيئة الأمن الفدرالية الروسية، نيقولاي باتروشيف، إلى أنّ عدد الأعمال «الإرهابية» في روسيا تقلّص رغم تناميها العالمي. ونقلت وكالة الأنباء الروسيّة «نوفوستي» عنه قوله، في مطار «بايكونور» الفضائي، إنّه في «عام 2005 ارتُكب في روسيا 257 عملاً إرهابياً فيما شهدت البلاد العام الماضي 112 عملاً، وهو ما يدلّ على تقلّص هذا النوع من العمليّات».
(يو بي آي، أ ب، رويترز)