برلين ــ غسان أبو حمد
جددَّ الصحافي الأميركي سيمور هيرش، أمس، انتقاداته القوية والحادة للسياسة الأميركية تجاه طهران، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي جورج بوش «يعتقد أن سياسته هي تنفيذ لإرادة الله».
وأضاف هيرش، لصحيفة «شبيغل أونلاين» الالمانية، أن «الاستخبارات الأميركية تملك الكثير من المعلومات الدقيقة عن برنامج تخصيب الطاقة الذرية في إيران، وأنها لا تقيم أي اعتبار أو قيمة للمعلومات التي يملكها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، خلافاً للمعلومات والتقارير الدولية الأخرى التي تدعي أن إيران تمكنت من تخصيب كميات كبيرة من اليورانيوم بنسبة 3,67 بالمئة».
ورأى الصحافي الأميركي أن «إيران لم تحقق حتى الآن أي تقدم ملحوظ على صعيد إنتاج الطاقة الذرية، لكن من الطبيعي أن تبالغ الولايات المتحدة وإسرائيل حول مقدار الطاقة الذرية المستخرجة في إيران، وذلك يعود لأسباب أمنية، وخوفاً من توصّل إيران إلى صنع قنبلة ذرية».
وبرّر أسباب سياسة التخويف الأميركي «المصطنع» من إيران، بقوله «إنها لعبة البيت الأبيض تتكرر دائماً بالأسلوب ذاته. لماذا؟ علينا مراجعة الأسباب التي دفعت بالولايات المتحدة للهجوم على فيتنام قبل 40 عاماً. نحن لا نتعلم من أخطاء الماضي. دائماً نُكّرر الأخطاء لكن بحلة جديدة».
وعن احتلال العراق قال الصحافي الاميركي، «هذا الرئيس الأميركي، زرع في رأسه فكرة إعادة تركيب الشرق الأوسط. هو يعتقد بصدق أنه مهندس العالم. أنا شخصياً كنت أعتقد أن هنري كيسنجر هو الكارثة الأميركية، لأنه يكذب كما يتنفس. لكن لو كان كيسنجر اليوم موجوداً لارتحت أنا شخصياً لأن كيسنجر صاحب صفقات في السياسة. إنه عندما يكذب يكون يبحث عن بئر نفط في مكان ما من العالم. أما الرئيس الحالي (جورج بوش) فهو يشنّ الحروب والدمار لاعتقاده بأنه ينفذ مشيئة الله».
ولدى مقارنته بين حربي فيتنام والعراق، قال هيرش إن الأميركيين «بلا ذاكرة». وقال «ستكون الكارثة كبيرة عندما نخسر الحرب في العراق. في فيتنام ارتكب الأميركيون خطأً تكتيكياً، في العراق نرتكب خطأً استراتيجياً. لا تخافوا نحن شعب لا يستفيد من أخطائه ولا يتعلم من تاريخه».