رام الله ــ أحمد شاكر القاهرة ــ الأخبار

القاهـــرة لا تــزال متحفّظــة على مؤتمــر السـلام وليفني تطالب العرب بالتطبيع قبل حلّ الصراع

شدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس على ضرورة التوصل إلى «وثيقة» قبل مؤتمر السلام الدولي المقرر في تشرين الثاني المقبل، متوقعاً مشاركة السعودية فيه، وذلك قبل لقائه غداً رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، الذي دعت وزيرة خارجيته تسيبي ليفني الدول العربية إلى التطبيع بغضّ النظر عن القضية الفلسطينية.
وقال عباس للصحافيين بعد محادثات أجراها مع الرئيس المصري حسني مبارك، «لا بد من جدول أعمال واضح جداً، فالحضور سيكون كثيفاً جداً إذ ستحضر أكثر من 36 دولة، وبالتالي فإن مثل هذا التجمع الكبير يتطلب أن نذهب إليه ولدينا وثيقة واضحة محددة يمكن بعدها أن تبدأ المفاوضات التفصيلية حول ما نسميه قضايا الحل النهائي».
وسئل عباس عن تصريحات ليفني التي دعته فيها الى التعامل بـ«واقعية»، فأجاب «إن الواقعية هي أن تتحدث عن قضايا المرحلة النهائية وإلا فما معنى الواقعية. هل معناها أن نذهب الى هناك ببيان عام؟ أعتقد أن هذا غير مفيد». وأضاف «نريد مؤتمراً ناجحاً يتعامل مع قضايا المرحلة النهائية».
وشدّد عباس على أنه سيناقش مع أولمرت، خلال لقائهما المقبل الثلاثاء، قضايا الحل النهائي وهي «القدس والمستوطنات والحدود واللاجئين والأمن والمياه». وقال إنه التقى أولمرت خمس مرات ولكن «حتى الآن لا نستطيع أن نقول تفاوضنا. كنا نسبر الأغوار في هذه القضايا»، موضحاً ان «الوفود (الإسرائيلية والفلسطينية) التي أُلِّفت ستبدأ عملها اعتباراً من الثلاثاء».
ولم يشر أبو مازن إلى ما إذا كان مبارك قد أبلغه بمشاركة مصر في المؤتمر أو مستوى التمثيل. إلا أن دبلوماسيين عرباً قالوا لـ«الأخبار» إن القاهرة لا تزال متحفظة على طبيعة المؤتمر وترى أنه «مجرد مضيعة للوقت، وخصوصاً أنها تتوقع أن لا يخرج بنتائج مهمة في ما يتعلق بمناقشة قضايا الوضع النهائي».
وكان عباس أبدى ثقة بمشاركة السعودية في المؤتمر الدولي للسلام. وقال لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، إنه «التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في نيويورك، وخرج بانطباع بأن السعودية ستحضر»، وأضاف «أن السعودية كانت لها تحفظات في البداية لأن الوضع بمجمله كان غامضاً، لكن الآن كل شيء بات واضحاً».
وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة أمس أن عباس سيلتقي أولمرت غداً الثلاثاء في مدينة القدس المحتلة، لاستكمال الاجتماعات السابقة بينهما للبحث في القضايا الأساسية التي يجري الاتفاق عليها وصولاً للحل النهائي بين الجانبين.
وعلمت «الأخبار» أن لقاءً عقد أمس في مدينة أريحا في الضفة الغربية بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين للتشاور حول آلية العمل في المرحلة المقبلة التي يعوّل عليها الجانبان للوصول إلى اتفاق مرضي لكليهما.
وقالت مصادر مطلعة إن أعضاء من الطاقم الفلسطيني والطاقم الإسرائيلي المكلفين بصياغة اتفاق المبادئ سيشاركون للمرة الأولى في الاجتماع المقبل بين عباس وأولمرت تمهيداً لبدء صياغة الاتفاق الذي سيُعرض على اللقاء الدولي. وأضافت المصادر أنه سيُصاغ الاتفاق بناء على التقدّم الذي حُقق في المحادثات الثنائية الفردية ما بين عباس وأولمرت في الاجتماعات السابقة بينهما، مشيرةً إلى أنه لا تزال هناك خلافات في وجهات النظر بشأن بعض القضايا.
وفي السياق، طالبت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، التي تشارك في أعمال افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الدول العربية بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل من دون حل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن ليفني اقتراحها أنه «في مقابل كل خطوة إيجابية تنفذها إسرائيل تجاه الفلسطينيين، تنفذ الدول العربية بدورها خطوة إيجابية تجاه إسرائيل، فهذا سيسهّل على إسرائيل تنفيذ خطوات إيجابية وسيساعد قادة عرباً على إعداد الرأي العام في بلدانهم».
ورأت ليفني أن «رسالتنا للقادة العرب هي ألا تكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، ومهمة القادة العرب هي دعم العملية السياسية لا وضع عراقيل أمامها». واستطردت «إننا نقول للعرب اسمحوا للفلسطينيين بتحديد مصيرهم، فإذا أرادوا التنازل فلا تحكموا عليهم ولا تطرحوا مطالب ولا تمْلوا نتائج الصراع».
يذكر أن أقوال ليفني تأتي في أعقاب سلسلة طويلة من اللقاءات التي عقدتها مع وزراء خارجية ومسؤولين في دول عربية، بعضها لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت «هآرتس» إن بعض هذه اللقاءات لم تُعلن، مشيرة إلى أنه «عُقدت لقاءات سرية مع قادة دول في الخليج».