غزة ـــ رائد لافي
عادت الاشتباكات بين عناصر «فتح» و«حماس» للظهور في قطاع غزة، حيث اندلعت أول من أمس المواجهات الأعنف بين الطرفين منذ سيطرة «حماس» في حزيران الماضي، ما أدى إلى سقوط 10 جرحى، في وقت اعتقلت القوة التنفيذية قيادياً في «فتح» بتهمة «الفساد».
وأفاد شهود عيان بأن عدداً من الفلسطينيين أصيبوا بجروح في اشتباكات اندلعت بين مصلّين فلسطينيين في مسجد في خان يونس في جنوب قطاع غزة. وقالوا إن الاشتباك الذي «استخدم فيه في بداية الأمر السلاح الأبيض والعصي، اندلع بين مصلّين من أنصار حركتي حماس وفتح في المسجد، ما أدى الى إصابة ثمانية قبل أن تتدخل القوة التنفيذية لفض الخلاف». وذكر أحد الشهود أن «اثنين جُرحا بالرصاص» خلال الاشتباكات.
وقال متحدث باسم الشرطة الفلسطينية التابعة لحركة «حماس»، في بيان، «أقدمت مجموعة من الخارجين على القانون ومثيري الفتنة من فلول التيار الانقلابي (في إشارة إلى «فتح») على الاعتداء على إمام مسجد في مخيم خان يونس». وأضاف «أقدم هؤلاء المارقون على طعن اثنين من المصلين من أنصار حماس وأصابوهما بجروح خطرة واعتدوا على آخرين بالضرب».
من جهته، قال مسؤول في حركة «فتح» إن «عناصر من حماس قاموا بالاعتداء على أعضاء فتح من المصلين أثناء محاولة حماس طرد إمام المسجد الذي لا ينتمي إليهم».
وفي السياق، اعتقلت القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المُقالة، أول من أمس، القيادي «الفتحاوي» السفير السابق لمنظمة التحرير في اليمن، يحيى رباح، في منزله في مدينة غزة.
وقالت مصادر في القوة التنفيذية إنه «استدعي رباح للتحقيق معه حول بعض قضايا الفساد المالي والرشى»، مشيرة إلى أن القانون سيأخذ مجراه، وخصوصاً أنه «توجد بعض الإثباتات التي تثبت تورطه».
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إيهاب الغصين إن «استدعاء رباح يأتي بعد تلقي المباحث العامة شكاوى من بعض المواطنين حول خلافات مالية معه».
في هذا الوقت، قالت مصادر أمنية ومحلية فلسطينية إن عشرات الفلسطينيين العالقين في الجانب المصري تمكنوا من العودة إلى قطاع غزة أمس عبر الحدود البرية بين مصر والقطاع.
وبحسب المصادر نفسها، فإن نحو مئة فلسطيني، بينهم نواب وقادة من حركة «حماس»، «دخلوا الى الجانب الفلسطيني، بعد سماح الجانب المصري لهم، ومن ثم أتمّوا إجراءات الوصول في منطقة تل زعرب، غرب معبر رفح». وذكر مسؤولون فلسطينيون أن من بين الذين سمح لهم بالدخول قيادات من «حماس»، بينهم النائب مشير المصري. وأضافوا أن بعض الناشطين الذين سمح لهم بالعودة كانوا ممن أنهوا تدريبات عسكرية في إيران وسوريا وظلوا محجوزين في مطار العريش منذ وصولهم الى الأراضي المصرية.
وكان العشرات من الفلسطينيين، جلّهم من حركة «حماس» وفصائل المقاومة، رفضوا العودة عبر معبري العوجا وبيت حانون اللذين تسيطر عليهما كلياً سلطات الاحتلال خوفاً من الاعتقال، وأصروا على المرور من خلال معبر رفح الحدودي.