strong>تحاول طهران أن تتعاطى بندّية مع واشنطن، في حربهما «الباردة» التي تنعكس بشكل خاص على الأوضاع في العراق ولبنان وفلسطين. ندية تجلت أول من أمس في قرار مجلس الشورى الإسلامي، الذي رد على تصويت الكونغرس الأميركي بوضع الحرس الثوري على لائحة الإرهاب، باعتبار مؤسستي الجيش والاستخبارات الإميركيتين «إرهابيتين»
لا تزال الضربة العسكرية ضد إيران احتمالاً قائماً، على الأقل في ما تنشره الصحف الغربية من تقارير، بينها أمس لصحيفة «صنداي تلغراف» التي كشفت عن أن الولايات المتحدة تقوم بتدريب وإعداد القوى الجوية للدول العربية التي تعتبرها حليفة استعداداً لحرب محتملة ضد إيران، وأنها أقامت لهذا الغرض مركزاً للحرب الجوية في الإمارات.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن قادة القوات الجوية الأميركية ساعدوا في إقامة مركز للحرب الجوية في الإمارات، يحاكي مركز الحرب الجوية التابع لسلاح الجو الأميركي في قاعدة «نيليس» في ولاية نيفادا. وأضافت «أن الأردن والإمارات شاركا في تدريبات عسكرية مشتركة أُجريت لغرض التأكد من أن قواتهما الجوية تستطيع التحليق والقتال إلى جانب المقاتلات الأميركية».
ونسبت الصحيفة إلى مساعد قائد القوات الجوية الأميركية للشؤون الدولية، بروس ليمكين، قوله «نحن نحتاج إلى أصدقاء وشركاء لديهم قدرات تمكّنهم من تولي مسؤولية أمنهم واستقرار منطقتهم والانضمام إلينا في تحالف عندما يكون الأمر ملائماً عبر العلاقة والعمليات المشتركة والإرادة... وسنكون قادرين على القتال معاً إذا ما فُرض علينا ذلك بعد أن نتدرب معاً وتحلّق مقاتلاتنا جنباً إلى جنب ونقوم بعمليات مشتركة».
وقالت الصحيفة إن مسؤولين عسكريين أميركيين أبلغوا المشاركين في مؤتمر عن الحرب الجوية عُقد في واشنطن الأسبوع الماضي كيف ساعد قادة سلاح الجوي الأميركي في تنسيق عمليات تقاسم المعلومات الاستخبارية مع دول خليجية ونظموا تدريبات مشتركة أُقيمت خصيصاً لتسهيل القتال المشترك بين الجانبين. وأضافت أن «قائد أركان القوى الجوية الأميركية، الجنرال مايكل موسلي، استخدم المؤتمر لإقامة صلات وثيقة مع الحلفاء العرب الذين يمكن أن تحتاج الولايات المتحدة إلى دعمهم إذا ما اختار الرئيس جورج بوش قصف إيران». ونسبت الصحيفة إلى المساعد الخاص لقائد أركان القوات المسلحة الأردنية، الفريق فيصل بن الحسين، قوله «إن المخاوف من سعي إيران لترسيخ نفسها كقوة إقليمية عظمى قادت إلى إقامة تعاون أكبر مع الولايات المتحدة على المستوى السياسي وعلى صعيد تبادل المعلومات، كما أن مركز الحرب الجوية الجديد سمح بإجراء تدريبات مشتركة وتبادل المعلومات».
وفي السياق، ذكر تقرير نشرته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس أن أحد الآباء المؤسسين للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة، نورمان بودهوريتز (77 عاماً)، عقد لقاءً سرياً مع الرئيس الأميركي جورج بوش الربيع الماضي في نيويورك. وقال بودهوريتز «دعوت بوش إلى التحرك ضد المنشآت النووية الإيرانية وشرحت سبب اعتقادي أنه لا يوجد بديل عن ذلك»، مضيفاً «لقد وضعت سيناريو لما قد يحدث في أسوأ الحالات وهو ضرب إيران، في مقابل أسوأ العواقب وهي السماح للإيرانيين بامتلاك قنبلة نووية».
وأكد بودهوريتز أنه أبلغ بوش أن عليه «مسؤولية هائلة لمنع حدوث محرقة أخرى لليهود. إنك الوحيد الذي يملك الشجاعة للقيام بذلك»، موضحاً أن «الرئيس بدا جاداً جداً»، ومعرباً عن اقتناعه بأن «بوش لن يغادر منصبه وإيران تمتلك سلاحاً نووياً أو تكون قد عبرت مرحلة اللاعودة».
من جهة ثانية، قال رئيس منظمة «التحالف لتأييد التحالف الصاروخي» الأميركية، المتمركزة في واشنطن، ريكي اليسون، إن الخطابات الأخيرة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تشكل خطراً، وتستوجب تعزيز سلاح الدفاع الصاروخي، واصفاً نجاد بأنه «خطر على العالم»، ومعتبراً ملاحظاته تهديداً لأسلوب الحياة الأميركية، حسبما نقلت عنه وكالة «يونايتد برس انترناشيونال».
وفي المقابل، تولى قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، قيادة قوات التعبئة أيضاً في إطار تغيير الهيكلية القيادية للحرس، مؤكداً على «دعم قواته للجيش في حال تعرض إيران لأي هجوم عسكري»، حسبما نقلت عنه وكالة «مهر» الإيرانية.
وفي طهران، هاجم نواب إيرانيون الولايات المتحدة، لأنها تدرس فرض عقوبات ضد «قوات القدس» التابعة للحرس الثوري، مصنفين الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية «سي اي ايه» بأنهما «إرهابيان».
وذكرت وكالة «ارنا» أن البيان الذي وقّعه 215 نائباً، وتلي خلال جلسة في البرلمان المؤلف من 290 مقعداً، اتهم الجيش الأميركي والـ«سي آي إيه» بأعمال إرهابية.
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ،
إسنا، أ ب، رويترز، مهر)