أسفر هجوم تبنته «حركة الشباب» الصومالية على جامعة غاريسا في كينيا (الواقعة شرق البلاد على مسافة 150 كيلومتراً من الحدود الصومالية) يوم أمس عن سقوط 147 قتيلاً من الطلاب، بحسب هيئة مواجهة الكوارث في كينيا، وذلك بعد سيطرة المسلحين على مباني المساكن الجامعية حيث يقيم مئات الطلاب.«اقتحم المهاجمون (لم يُعرف عددهم بعد) جامعة غاريسا، مطلقين النار على حراس بوابة الدخول... وفتحوا النار عشوائياً داخل الحرم»، بحسب قائد الشرطة الكينية. بُعيد تنفيذ العملية، قال المتحدث باسم «حركة الشباب»، الشيخ علي محمد راج، إن إخوانه أفرجوا عن المسلمين من الطلاب واحتجزوا غير المسلمين كرهائن، وإن الهجوم جاء «رداً على تدخل القوات الكينية في الصومال»، وإن «كينيا في حرب مع الصومال، (وإن) رجالنا لا يزالون هناك، وهم يقاتلون، ومهمتهم قتل من يعادون الشباب».

تجدر الإشارة إلى مقتل 200 شخص على الأقل وإصابة عدد مماثل بجروح في كينيا عام 2014، نتيجة هجمات أعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عنها أو نُسبت إليها. وقد ضاعف الإسلاميون الصوماليون في حركة الشباب الاعتداءات على الأراضي الكينية منذ 2011، فوصلوا الى نيروبي ومومباسا، الميناء الرئيسي في شرق أفريقيا. وغالباً ما تتعرض المناطق الكينية الواقعة على طول الحدود مع الصومال، على امتداد 700 كلم، لهجمات. وكانت حركة الشباب قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على مركز ويست غايت في نيروبي في أيلول 2013، الذي أوقع 67 قتيلا، فضلاً عن مسؤوليتها عن سلسلة هجمات دامية على بلدات على الساحل الكيني في حزيران وتموز من العام الماضي، أُعدم خلالها 96 شخصاً على الأقل. وفي أواخر تشرين الثاني من العام الماضي، وبعدما أعدمت حركة الشباب 28 شخصاً، معظمهم من الأساتذة، كانوا يستقلون حافلة قرب مانديرا، أوصت نقابات الأطباء والأساتذة المنتسبين إليها بمغادرة المناطق الحدودية مع الصومال، لعجز السلطات الكينية عن ضمان أمنهم هناك.
في السياق نفسه، أعربت الجزائر وجنوب أفريقيا يوم أول من أمس عن قلقهما حيال «تنامي الجماعات الإرهابية والمتاجرة بالمخدرات وتداول الأسلحة بطرق غير شرعية في أفريقيا»، وذلك في ختام زيارة للرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما للجزائر استمرت ثلاثة أيام، أكد خلالها رئيسا الدولتين «دعمهما للجهود التي يبذلها الاتحاد الأفريقي، والرامية الى محاربة جماعات الشباب والقاعدة وبوكو حرام الإرهابية... ولدعمهما المركز الأفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب، ولجنة مصالح المخابرات والأمن الأفريقي». وجدد الرئيسان «التزامهما العمل من أجل التصديق على الاتفاقية الشاملة حول الإرهاب الدولي، والبروتوكول المتعلق بتجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية». وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الجزائر هي الشريك التجاري الأول في المنطقة لجنوب أفريقيا، بحسب مصدر جزائري رسمي.

(أ ف ب، رويترز)