strong>سفـــارة سعوديـــة في العـــراق قريبـــاً... والفيصـــل ورايـــس وغيتـــس يدافعـــون عـــن صفقـــات التسلّـــح
حققت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس، هدفها في السعودية، حيث حصلت على وعد بحضور المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش. كذلك نجحت في إقناع الرياض بافتتاح ممثلية دبلوماسية في العراق، في مقابل إعلان الدبلوماسية الأميركية «التزام» واشنطن «بأمن الخليج».
وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، في مؤتمر صحافي مع رايس ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في جدة، «بالنسبة لمؤتمر السلام، قلنا من قبل إننا مهتمون بمؤتمر سلام يعنى بجوهر السلام وقضاياه، وقضايا تكون جوهرية، وألا يكون هذا مجرد منصة للقاء وحوار دون إثراء الجانب السلمي». وأضاف «أما هل نحصل على دعوة من الوزيرة إلى حضور هذا المؤتمر؟ فعندما يتم ذلك سندرس الأمر عن كثب، وسنحرص على الحضور».
وأوضح الفيصل أن الجانب السعودي سمع من رايس شرحاً لمبادرة الرئيس الأميركي عن مؤتمر السلام. وقال: «نعتقد أن المبادرة تضمنت العديد من العناصر المهمة والإيجابية عن شمولية الحل، وقيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والمتصلة الأطراف، وتفكيك المستوطنات، وحل مشكلة اللاجئين والقدس». وأضاف: إنها «عناصر تلتقي في مضامينها مع المبادرة العربية للسلام الشامل، وقد رحّبنا بهذه المبادرة». ودعا الفيصل إسرائيل إلى الاستجابة للتحركات الدولية.
وقال «إن هناك تحركاً دولياً نحو السلام، وعلى إسرائيل أن تستجيب لهذه الضغوط»، مشيراً إلى «أنه بحث مع رايس وغيتس الصراع الفلسطيني وعملية السلام في الشرق الأوسط، وأزمة لبنان، وأزمة الملف النووي، والعراق وتحريك عملية السلام»، وإلى أن «المحادثات جرت بشفافية مطلقة».
وعن تسليح الدول الخليجية، قال الفيصل «عندما تتسلّح الدول الخليجية، فإنها تفعل ذلك لكي تدافع عن نفسها، وليس لدى المملكة أي نيات عدوانية... هدف تسلح السعودية هو الدفاع عن المملكة ومواطنيها».
وفي الشأن العراقي، قال الفيصل، إن المملكة سترسل بعثة دبلوماسية إلى العراق لبحث إمكان فتح سفارة سعودية في بغداد. وأضاف أن «البعثة ستكون من دبلوماسيين في وزارة الخارجية»، رافضاً الإفصاح عن موعد إرسالها، موضحاً أنه «ليس مرتبطاً بالعملية السلمية» في العراق. وقال الفيصل إن «تنقل الإرهابيين أصبح يأتينا من العراق، وليس العكس، من السعودية إلى العراق، وهذا (مصدر) قلق للحكومة السعودية»، مشيراً إلى أن الرياض طلبت «التعاون والتنسيق مع العراق». وأضاف «لقد أبلغنا وزيرة الخارجية أننا سنعمل عن كثب مع العراقيين في ما يخص المسائل الأمنية، ولا سيما الإرهاب».
ورفض الفيصل انتقادات المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة، زلماي خليل زاد، في شأن عدم التعاون في العراق، مشدّداً على أن الرياض مع الحكومة العراقية. وأضاف مازحاً «والدليل على نياتنا الحسنة، تركنا فريقهم يربح»، في إشارة إلى الفوز العراقي على المنتخب السعودي في نهائي كأس آسيا الأحد الماضي. وشدد الفيصل على أنه «دهش لما قاله خليل زاد»، مشيراً إلى أنه «كان في المنطقة، ولم نسمع منه انتقاداً للإجراءات التي تقوم بها المملكة». وقال: «ربما كان (وجوده) في الأمم المتحدة بعيداً عن العراق هو السبب».
وأضاف الفيصل أن النجاح في العراق يعتمد على تحقيق العدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية بين كل العراقيين، مشيراً إلى أن على الحكومة العراقية مسؤولية كبيرة في وقف التدخل الأجنبي.
وعن حكومة نوري المالكي وهل تحمي السنّة، قال الفيصل: «نحن نحافظ على المسافة نفسها بالنسبة للسنّة والشيعة في العراق، ونتعاون مع أي طرف يعمل لمصلحة الوحدة والسيادة العراقية». ورأى أن مسألة الانسحاب الأميركي من بلاد الرافدين «تعود للشعب العراقي والحكومة الأميركية».
وعن العلاقات التي تربط الرياض بواشنطن، قال الفيصل إن «العلاقات الجيّدة لا تعني ألا تكون هناك خلافات في بعض الأمور. والعلاقات لا بد أن تكون فيها خلافات في بعض الأمور، وهذه الخلافات تبحث في أطرها الحقيقية، ونبحثها بكل صراحة».
في المقابل، قالت رايس «إن السعودية وأميركا أصدقاء، ولن يكون هناك أي خلافات حول سياساتنا، وهذه العلاقة تسهم في مناقشة القضايا بإيجابية وروح من الصداقة. إذا كان لديهم (السعوديين) أي قلق يتحدثون معنا».
وقالت رايس إن «المملكة وافقت على دعم عراق ديموقراطي موحّد». ورحبت بإعلان السعودية نيتها فتح سفارة في بغداد. وقالت «هذه خطوة مهمة» شجّعتها واشنطن من قبل.
وفي ما يتعلق بصفقات التسلّح، قالت رايس «إن تسليح الدول الخليجية يأتي نتيجة التحديات التي تواجهها تلك الدول في المنطقة».
أما غيتس، فرأى «أن صفقة الأسلحة لدول الخليج، تأتي لتعزيز الأمن في دول المنطقة».
وكان الوزيران الأميركيان قد التقيا أول من أمس، الملك السعودي عبد الله. وقال مصدر رسمي سعودي إن اللقاء «بحث مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدّمها تطورات القضية الفلسطينية، وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، من خلال تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بهذا الشأن، ومبادرة السلام العربية». وأوضح المصدر أنه جرى «بحث الأوضاع الراهنة في العراق، وحقّه في سيادته ووحدة أراضيه واستقلاله السياسي ووحدته الوطنية».
وفي الشأن اللبناني، بحث الملك السعودي مع الوفد الأميركي «الجهود المبذولة لاستئناف الحوار الوطني، واحترام العملية السياسية الشرعية، مع تأكيد أهمية دعم جميع الأطراف اللبنانية لتلك الجهود». كذلك بحث الجانبان «الجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله، إضافة إلى الملف النووي».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، رويترز)

حوض يحوي أسماك قرش، يصل طول الواحدة منها إلى 3 أمتار، ويمثّل أحد الجدران المكوّنة لقاعة العشاء، كان آخر ما توقّعته رايس وغيتس عندما استضافهما الملك عبد الله إلى مائدته في قصره في جدّة أوّل من أمس، بعد محادثات استمرّت 30 دقيقة. ووصف دبلوماسي أميركي شارك في العشاء الملكيّ، المشهد بأنّه «مدهش». وقال إنّه لم يرَ أحداً يُطعم أسماك القرش. واستطرد ضاحكاً «كانت أسماك القرش تفعل ما تفعله عادةً، وأنا لا أتحدّث عن تلك التي كانت جالسة إلى طاولة العشاء»