غزة ــ رائد لافيرام الله ــ الأخبار

شــهيدان فــي الــقطاع... و«حمــاس» تهــدّد باستهــداف المــراكز الأمنيــة فــي الضــفة

الإشارات إلى اقتراب عدوان إسرائيلي واسع على قطاع غزة تتزايد يوماً بعد يوم؛ فمع تكثيف التحركات الميدانية الإسرائيلية، التي كان آخرها أمس توغل أسقط شهيدين، قال مسؤولون أمنيون فلسطينيون أمس لـ«الأخبار» إن إسرائيل أبلغت مصر أنها تنوي تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع تستهدف القضاء على حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي».
وأوضح المسؤولون أنفسهم أن التوغلات والاعتقالات اليومية التي تنفّذها قوات الاحتلال على حدود قطاع غزة ما هي إلا محاولة إسرائيلية لتحديث المعلومات التي لديها عن النشطاء الفاعلين في المقاومة استعداداً لعملية التوغل التي يتوقع أن تشمل مناطق واسعة وقد تبدأ في شمال القطاع لتنتهي في جنوبه.
وتوقع المسؤولون أن تقدم اسرائيل على مثل هذه العملية بعد نحو أسبوع، بعد أن تكون قد هيأت الأجواء لذلك، خشية الانتقادات الدولية لها. وأشاروا إلى أن إسرائيل بدأت منذ نحو أسبوعين تدريبات جوية جديدة يتوقع أن تكون للتغطية على العملية العسكرية المتوقعة.
وفي إطار الاستعدادات، اغتالت قوات الاحتلال أمس مقاومين فلسطينيين، وجرحت خمسة آخرين، في عملية توغل جديدة في بلدة بيت لاهيا شمال غزة.
وقالت مصادر محلية وشهود في البلدة، إن قوات الاحتلال، تساندها عشرات الدبابات والآليات العسكرية، توغلت في منطقة الشيماء، في الأطراف الشمالية للبلدة، وسط اطلاق نار كثيف في اتجاه المزارعين والسكان.
ونعت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أحد نشطائها الشهيد كمال سليمان صلاح (19 عاماً). كذلك أعلنت «كتائب المقاومة الوطنية»، الذراع العسكرية لـ «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» استشهاد الشاب سعد رجب صبح (22 عاماً) خلال «تصدّيه لقوات الاحتلال الإسرائيلي».
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبية وسيارات الاسعاف من الوصول إلى المنطقة لنقل جثتي الشهيدين، وإخلاء المصابين، واحتجزت سيارتي إسعاف لبعض الوقت وسط إطلاق نار كثيف وأجواء من الرعب والإرهاب.
وقالت «كتائب القسام» و«ألوية الناصر صلاح الدين»، الذراع العسكرية لـ «لجان المقاومة الشعبية»، إن مجموعة مشتركة بينهما اشتبكت مع قوات خاصة اسرائيلية في منطقة تلة الداعور شمال غربي بلدة بيت لاهيا، مؤكدة أنها أوقعت إصابات في صفوف الاحتلال.
وأعلنت «كتائب القسام» تفجير منزل فُخّخ مسبقاً بالعبوات والمتفجرات وكان يعتلي سطحه أفراد من القوات الإسرائيلية الخاصة في بيارة الرملي شمال بيت لاهيا. وقالت إن العملية مصورة.
غير أن مصادر قوات الاحتلال لم تعترف بوقوع اصابات في صفوف جنودها خلال عملية التوغل في المنطقة.
داخلياً، قتل مسلحون مجهولون أمس المواطن طلال أبو صفية ( 38 عاماً)، بإطلاق النار عليه من مسافة قريبة لدى خروجه من منزله في منطقة التوام شمال قطاع غزة.
وفي إشارة إلى احتمال انتقال الاقتتال الداخلي إلى الضفة الغربية، قالت وكالة أنباء فلسطينية مستقلة، إنها تلقّت اتصالاً من مجهول عرّف عن نفسه بأنه الناطق باسم «كتائب القسام في شمال الضفة الغربية ـــــ مجموعات الشهيد انيس السلعوس» هدّد خلاله باستهداف مقار الأمن الفلسطينية في الضفة إذا لم تفرج السلطة عن سجناء «حماس» في غضون 12 ساعة.
وتبنّى المتحدث مسؤولية «كتائب القسام» عن التفجير قرب سجن جنيد في نابلس في الضفة أول من أمس. وكانت الأنباء قد تضاربت حول طبيعة الانفجار. وقالت مصادر أمنية إن عبوتين ناسفتين من الحجم الكبير وُضعتا أمام المدخل الشرقي للسجن. غير أن مصدراً أمنياً في محافظة نابلس نفى حدوث أي انفجار داخل السجن.
ولم يؤكد الناطق الرسمي باسم «كتائب القسام» أبو عبيدة صحة ما ورد في الاتصال.
وقال «إن قيادة الكتائب في الضفة لها حق تقدير الموقف والتصرف بما يناسب الموقف هناك للرد على الاعتداءات والاعتقالات والمهازل» في الضفة.
إلى ذلك، أعلنت «حماس» أنها تلقّت دعوة إلى زيارة موسكو غداة إنهاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارته للعاصمة الروسية.
وأعربت «حماس» عن ترحيبها بجهود الوساطة الروسية لاستئناف الحوار الفلسطيني.
وقالت، في بيان، إن «روسيا طرف موضوعي نرحب بجهود وساطته للحوار، وننتظر دوراً عربياً مماثلاً».
وأعربت الحركة عن استيائها من «تحريف البعض للموقف الروسي وتصويره معادياً للحركة ومصطفّاً إلى جانب فريق فلسطيني ضد آخر، وهي مسألة عارية عن الصحة، ويشهد بذلك تأكيد روسيا على ضرورة استئناف الحوار الفلسطيني، واشتراط روسيا مقابل تزويد السلطة بخمسين مدرعة عدم استخدامها في أي صراع داخلي فلسطيني».
وكشف القائد في «حماس» خليل الحية عن أن حركته تلقت دعوة رسمية من الحكومة الروسية إلى زيارتها، مؤكداً أن الاتصالات بين «حماس» والحكومة الروسية متواصلة. وأوضح الحية أن «الدعوة الروسية وصلت إلى قيادة الحركة، لكن لم يحديد الموعد لهذه الزيارة، التي من المتوقع أن تكون في غضون الأيام المقبلة، حيث سيترأس وفد الحركة رئيس المكتب السياسي (للحركة) خالد مشعل».
ورأى القائد في «حماس» سامي أبو زهري أن التصريحات الروسية عن تقليص العلاقات مع الحركة تأتي في سياق «مجاملات سياسية» للرئيس الفلسطيني. وأضاف أن «حجم العلاقة مع روسيا على مستوى جيد لا يمكن مسه أو الانتقاص منه».
وجدّدت «حماس» رفض شروط عباس للحوار. ودعت، في بيان، «التيار المتصهين داخل السلطة الفلسطينية ومن تغاضى عنه إلى الاعتذار للشعب».