رام الله ــ سامي سعيد
«السعودية ومصر غير راضيتين عن أبو مازن ولا تفهمان لماذا يصرّ على وضع الشروط قبل الحوار»

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الأخبار» أمس أن القيادي في حركة «فتح» جبريل الرجوب يقود وساطة حقيقية لتقريب وجهات النظر بين حركته و«حماس» بدعم من السعودية ومصر للحؤول دون تفاقم الأوضاع الداخلية ولضمان عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة في غزة والبدء في حوارات جدية للخروج من المأزق الحالي.
وأشارت المصادر إلى أن الفجوة بين «فتح» و«حماس» لا تزال كبيرة، ما يعرقل عودة الحوار بين الخصمين الفلسطينيين، في ظل جملة الشروط التي يضعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وترفضها «حماس» باستمرار، وتردها إلى ضغوط أميركية كبيرة على أبو مازن وحركة «فتح» من أجل تكريس الانقسام والقطيعة بين الضفة والقطاع وعدم العودة إلى الحوار.
وأوضحت هذه المصادر أن دولاً عربية كالسعودية ومصر لم تعد راضية عن الطريقة التي يدير بها أبو مازن السلطة الفلسطينية ولا تفهم لماذا يصر على وضع الشروط قبل بدء الحوار مع «حماس».
وأضافت المصادر: «تسعى الرياض والقاهرة بقوة لعودة الحوار بين حماس وفتح رغم تعنت الرئيس عباس. لكن تكليف الرجوب بمهمة التواصل مع حماس ومد الجسور معها خطوة أولى على طريق البدء الكامل في الحوار غير المشروط والمحكوم بإصلاح شامل قبل البدء في حل أي خلافات عالقة».
وأكدت المصادر أن حوارات الرجوب مع قادة «حماس» تجري بعيداً عن وسائل الإعلام كي لا تتعثر، مشيرة إلى أن الرجوب التقى بقيادي في «حماس» في قطاع غزة قبل نحو أسبوع واتصل بقيادي في المكتب السياسي للحركة في دمشق وفهم أن «حماس» مستعدة من دون شروط للحوار مع أبو مازن وأنها تقبل بوساطة عربية لإنهاء هذا الملف وعودة الأوضاع بين عباس و«حماس» إلى سابق عهدها.
وقالت المصادر إن الرجوب أبلغ مسؤولين في السلطة أنه يرغب في منحه التفويض والصلاحية للذهاب في الحوار مع حركة «حماس» إلى درجة متقدمة من دون تدخلات في عمله من جانب قيادات أخرى في حركة «فتح» لا يروقها الحوار.
إلا أن مصادر «فتحاوية» قالت لـ«الأخبار» إن الرجوب «يقوم بوساطة بين الحركتين بدعم عربي سعياً لتحقيق هدف شخصي، لا للمصلحة الوطنية العليا كما يقول»، مشيرة إلى أن «الرجوب، الذي يسعى لأن يكون رئيساً للسلطة، بعد أبو مازن حصل على وعد من حماس بدعم ترشيحه للانتخابات الرئاسية، وهو ما سيضمن له النجاح».
وأوضحت المصادر أن الرجوب، الذي يحظى بتأييد أمني في الضفة الغربية، بحصوله على دعم «حماس» في الانتخابات الرئاسية المقبلة سيجعله يحقق له حلمه، الذي سعى كثيراً من أجله في ظل عدم وضوح موقف رسمي لعباس من ترشحه أو عدمه.
وجددت المصادر التأكيد على أن شروط عباس لإعادة الحوار مع «حماس» «محل إجماع فتحاوي ولا يمكن الحديث بشكل رسمي مع حماس من دون تنفيذ هذه الشروط». واعترفت بوجود ضغط عربي على عباس لعودة الحوار، لكن هذه الضغوط لم تصل لمرحلة متقدمة وهي في بداياتها.
ورجحت المصادر أن تزداد الضغوط على مؤسسة الرئاسة، وخصوصاً من مصر، في الفترة المقبلة، لأن القاهرة ترى أن ازدهار قطاع غزة يعني انحسار التطرف فيه، وهذا يعني أن كميات الأسلحة التي ستُهرَّب من مصر إلى غزة قليلة نسبة إلى الازدهار المرجو.
من ناحيته، أكد المستشار الإعلامي للرئاسة الفلسطينية نبيل عمرو لـ«الأخبار» أن مؤسسة الرئاسة اقترحت على كل من يتوسط من أجل عودة الحوار أن يقنع «حماس» بإرجاع كل شيء في غزة إلى طبيعته، وهذا يستوجب خطوة من «حماس» أولاً.
ونفى عمرو أن يكون موقف عباس الرافض للحوار جاء استجابة للضغوط الأميركية، وقال: «غير صحيح على الإطلاق أن الرئيس محمود عباس ينتظر ضوءاً أخضر من الإدارة الأميركية للحوار مع حماس، والموقف الذي عبّر عنه هو موقف فلسطيني وطني مدروس، ويعبر عن غالبية قيادات وقواعد فتح، إلا بعض الأصوات القليلة».
وأضاف عمرو أن «حماس انتهى دورها يوم قررت الانقلاب على الأوضاع في غزة بالقوة، ولم يعد لها أي دور سياسي ولن يكون لها ذلك في أي معادلة سياسية فلسطينية جادة».