strong>... أخيراً، وبعد جدل طويل ساده رفض سوداني في شأن إرسال قوات دولية الى إقليم دارفور المضطرب، وافقت الخرطوم ومن دون تحفظ على قرار مجلس الأمن الدولي، الذي حصر استخدام القوة في الدفاع عن النفس وحماية قوافل المساعدات.
حظي قرار مجلس الأمن الدولي الذي أجاز أول من أمس إرسال 26 ألف جندي وشرطي من القوات الأفريقية والدولية إلى دارفور بترحيب دولي واسع، ترافق مع موافقة سودانية من دون أي تحفظ.
وقال وزير الخارجية السوداني، لام أكول، في مؤتمر صحافي عقده امس في الخرطوم، إن حكومته «تعلن موافقتها من دون تحفظ على قرار مجلس الأمن 1769».
ورأى أكول أن قرار مجلس الأمن مُرض ٍلحكومته وصدر بعد تعديلات عديدة على المسودة الأولى التي قدمتها بريطانيا وفرنسا، والتي أخذت بالاعتبار تحفظات السودان على عدد من بنودها، مضيفاً «نعلن أيضاً التزامنا بتطبيق الجزء الذي يخصنا» في بنود هذا القرار.
وأعرب أكول عن ارتياح حكومته لقرار مجلس الأمن، قائلاً إنه صدر تحت البند الثامن متضمناً إشارة وحيدة إلى الفصل السابع تتعلق بحق القوات المنتشرة باستخدام القوة في حالة الدفاع عن النفس.
ولفت أكول إلى أن قرار مجلس الأمن صدر خالياً من الإشارات إلى القرارات السابقة، ولم يتضمن فرض أي عقوبات على بلاده.
ودعا أكول إلى أن تتكفل الأمم المتحدة توفير التمويل اللازم لقوات الاتحاد الأفريقي المنتشرة في الإقليم حالياً إلى حين بدء العملية المشتركة، مشيراً إلى أن جنود هذه القوة لم يصرفوا رواتبهم منذ ثلاثة اشهر.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القرار بأنه «تاريخي ولم يسبق له مثيل». وقال إن البعثة المشتركة «ستحدث فارقاً واضحاً وإيجابياً».
ومن جهتها، وصفت الصين، التي ترتبط بعلاقات اقتصادية واسعة مع السودان، القرار بالمهم. وقال وزير خارجيتها يانغ جيتشي، في مانيلا حيث يحضر منتدى أمنياً آسيوياً، «إن التنفيذ السليم للقرار يكتسب أهمية أكبر فيما تحرز عملية حفظ السلام تقدماً».
أمّا واشنطن، فقد رحبّت هي أيضاً بالقرار الدولي. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن الولايات المتحدة تتوقع من حكومة السودان «أن تفي بالتزاماتها».
وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن القرار «يحمل أملاً كبيراً جداً» ولكن «يجب ألّا يحثنا على التراخي في جهودنا»، معرباً عن استعداد بلاده لتزويد المهمة المشتركة بقوات فرنسية.
بدوره، رأى المنسق الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الموجود في مانيلا أيضاً، أن «تأثير الصين على السودان واضح»، في إشارة الى الدور الذي أدته بكين لتعديل القرار لمصلحة الخرطوم.
وعن مساهمة الاتحاد الأوروبي في قوة السلام الدولية الأفريقية، قال سولانا «إنه احتمال نفكر فيه».
لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الفنلندية جيركي ليفونين أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يساهم في إرسال جنود الى السودان، في إطار مجموعة تكتيكية من دول شمال الاتحاد، تضم جنوداً سويديين وفنلنديين ونروجيين واستونيين وايرلنديين، فيما استبعدت ألمانيا زيادة مشاركتها العسكرية في الإقليم المضطرب.
وأعلن بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة عرضت المشاركة في قوة حفظ السلام في دارفور بوحدة تشمل كتيبتي مشاة ميكانيكية وثلاث سرايا من قطاع المهندسين والاتصالات والنقل ونشر مستشفى ميداني جديد في الإقليم.
في هذا الوقت، وقّعت ثلاثة فصائل سودانية معارضة أول من أمس «إعلان طرابلس» الخاص بتبني موقف موحد في اجتماع اروشا في تنزانيا، الذي يعقد من 3 الى 5 آب، وفي المفاوضات المقبلة مع الحكومة السودانية للوصول الى حل شامل وسلام دائم في دارفور.
وبحضور أمين الشؤون الأفريقية في الخارجية الليبية علي التريكي، وقّع هذا الإعلان في العاصمة الليبية طرابلس، كل من نائب رئيس حركة العدل والمساواة بحر ادريس ابو قروة وممثلين عن جيش تحرير السودان فصيل الوحدة الذي يتزعمه عبد الله يحيى، وجيش تحرير السودان قيادة احمد عبد الشافي، والتحالف الديموقراطي السوداني الذي يتزعمه احمد ابراهيم دريج.
(الأخبار، أ ف ب، د ب أ، رويترز،
يو بي آي، اب)